كشف المؤرخ السوري محمود السيد أن سورية ابتكرت أقدم أختام ومنها انتشرت إلى سائر أنحاء العالم وفقاً للمعطيات الأثرية الحالية.
وبين خبير الآثار السوري وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف أنه صنعت في سورية أختام مسطحة ذات أشكال زخرفية هندسية من حجارة خضراء اكتشفت لأول مرة في العالم في موقع رأس شمرا الأثري “مملكة أوغاريت” بمحافظة اللاذقية وتنسب إلى النصف الثاني من الألف السابع قبل الميلاد حيث ظهرت على شكل سدادة بحلول عام 5800 قبل الميلاد وانطلاقاً من هذا التاريخ ظهر لأول مرة في العالم الفخار الملون بلون واحد بني أحمر على خلفية برتقالية.
وقال السيد لـ “لسانا” إنه في موقع أبو هريرة في الجزيرة السورية اكتشفت طبعات ختم يؤرخ بالفترة الواقعة بين 6500-5500 قبل الميلاد وفي تل أبو هريرة اكتشف أيضاً ختم مسطح مصنوع من فخار يؤرخ بالفترة الواقعة بين 6000-5500 قبل الميلاد.
خبير الآثار أوضح أنه اكتشف في سورية استخدام الأختام في ختم الأواني والسلال التي تحمل البضائع مؤرخة بنهاية الألف السادس قبل الميلاد واكتشفت في موقع تل الصبي الأبيض على الضفة اليسرى لنهر البليخ الأعلى معظمها هندسي الشكل شمل خطوطا متعرجة ودوائر ومثلثات وخطوطاً متقاطعة وبعضها نقش عليه أشكال نباتات وحيوانات كالماعز ذي القرون الكبيرة والغزال.
سورية وفق السيد تمتلك مئات الأختام فريدة المضمون والنادرة جداً عالمياً ومنها طبعة ختم فريد من نوعه ويملك خصائص متميزة في بنية الكتابة ومضمونها وكذلك فردانية ايقونوغرافيا.. الختم اكتشف في مملكة قطنا الواقعة في محافظة حمص ويؤرخ بالألف الثاني قبل الميلاد نقش عليه افريز تزييني مع شرائط متشابكة وقسم الى خمسة فهارس واقعة فوق بعضها البعض ويحمل كتابة بالخط المسماري رتبت في عمود مقابل ديكور الزينة مبروم بزاوية 90 درجة وهو ختم نادر جدا والوحيد في العالم المكتشف حتى الآن زين بافريز هندسي مؤلف من شرائط متشابكة ومتكررة دون عناصر تصويرية ويتميز بطريقة نحت النص المسماري المكتوب عليه بما يسمح بعكس الكتابة واتاحة المجال لقراءة مزدوجة.
ونقرأ في النسخة المنحوتة أي الكتابة الأصلية الموجودة على الختم الحجري إشخي أدد ملك البلدان هو ورب اسمه لعل الإله أدد يستطيع إنقاذي أما في النسخة المعكوسة للطبعة على الأقفال نقرأ أدد رب اسمه ملك البلدان إشخي أدد.
ووفقاً للمؤرخ السوري اكتشف في مملكة قطنا أيضاً ختم أسطواني من حجر الهيماتيت يؤرخ بالقرن الثامن عشر أو السابع عشر قبل الميلاد حفرت عليه صور صغيرة جداً موزعة ضمن أعمدة متساوية ويحتوي الختم على 18 موضوعاً مختلفاً موزعة ضمن 12 عموداً على الصورة المنقوشة عليه وينجم عن ذلك عدد مدهش من الرموز المصورة قدره 73 رمزاً وتتألف هذه الرموز من أشخاص وأيد ورؤوس ثيران وأسود وطيور وأبي هولات سورية ورموز تعبر عن الآلهة.
وخلص الدكتور السيد إلى القول إن ما سبق يوثق بالدليل المادي الأثري دور سورية العالمي في إرساء أسس الحضارة الإنسانية وتكريس مفهوم استخدام الأختام وما حققه ذلك من فوائد للبشرية ما زلنا نحصد ثمارها حتى يومنا الراهن.