Site icon هاشتاغ

أميركا لـ«قسد»: ممنوع التصالح مع دمشق

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية إن الولايات المتحدة ألقت خلال الأيام القليلة الماضية، بثقلها في الشرق السوري، في محاولة لحرف مسار التطوّرات التي كانت تتّجه نحو تسوية تستعيد بموجبها الحكومة السورية مناطق خاضعة لسيطرة «قسد» على خطّ التماس مع مناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركيّاً.

وأشارت الصحيفة إلى أن التدخل الأمريكي ألقى بظلاله على جهود التسوية السورية – الروسية، خصوصاً في ظلّ تلقّي «الإدارة الذاتية» وعوداً أميركية متجدّدة بإبقاء الدعم وتعزيزه، فضلاً عن تطمينات إلى الوجود العسكري لواشنطن في شرف الفرات إلى أمد غير معلوم.

وبالإضافة إلى المحاولات الأميركية لتوحيد صفوف المعارضة والزجّ بـ«قسد» في صفوفها، الأمر الذي من شأنه أن يُحقّق، من وجهة النظر الأميركية، «توازناً» يمكن توظيفه في العملية السياسية، تحاول واشنطن أيضاً «تجميد الوضع الميداني»، وضمان استمرار فتح خطوط الإمداد العابرة للحدود. وهي ملفّات تسعى موسكو، في المقابل، لإغلاقها عن طريق تحقيق خروقات ميدانية، وحصر خطوط الإمداد والمساعدات بالممرّات الداخلية، لمنع زيادة التأثير الخارجي على الملفّ السوري من جهة، وتمهيد الأرض لمصالحات مستقبلية من جهة أخرى.

ولا تُعتبر الجهود الأميركية الأخيرة، جديدة بحسب الصحيفة، وإنّما جاءت استكمالاً لمسارٍ تحاول واشنطن الدفْع به مجدّداً بعد أن تمّ تجميده خلال الشهور الستة الماضية، حيث واجهت الولايات المتحدة صعوبات في إرساء أرضيّة مشتركة بين الأكراد، بسبب التدخّل التركي المباشر في هذه المفاوضات.

وتقابَل مساعي الولايات المتحدة، والتي عادت لتنشط بعد فترة تردّد وضبابية إثر تولّي الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم، برفض روسي علني وواضح، باعتبارها، من وجهة نظر موسكو، «انفصالية» ومصدر تهديد لسورية ووحدتها، وللمنطقة بشكل عام.

وعلى الرغم من اعتقاد الدول الفاعلة في الملفّ السوري باقتراب موعد خروج القوات الأميركية من سورية، ثمّة شكوك حول الآلية التي ستَحكم هذا الانسحاب، والملفّات العالقة التي سيخلّفها، خصوصاً مع الاهتمام الأميركي المتزايد بالملفّ الإيراني عموماً، وبالوجود الإيراني في سورية على وجه الخصوص، الأمر الذي يفسّر محاولات واشنطن تشكيل حلف سياسي يجمع المعارضة السورية بـ«قسد»، ويمكن استعماله كأداة مستقبلية بعد خروج القوات الأميركية.

ورأت الصحيفة أن الوفد الأميركي لم يخرج بأيّ نتائج فعلية من زيارته، كما لم يتمكّن من تحقيق خرق في العلاقات بين «قسد» وفصائل المعارضة، الأمر الذي ظهر بشكل واضح في استمرار القصف المتبادل بين «قسد» والفصائل التابعة لتركيا، وتصاعد نشاط الأكراد العسكري في عفرين. لكن مع ذلك، مثّلت هذه الزيارة بالنسبة إلى «قسد» والتيّار الذي يميل إلى أميركا في المكوّن الكردي، فرصة لزيادة الضغوط على موسكو، والتلويح بمشروع آخر بديل يمكن لـ«الإدارة الذاتية» الانخراط فيه، الأمر الذي يُنتظر أن تردّ موسكو، التي باتت تملك نفوذا كبيراً في الشرق السوري، عليه بحزم.

Exit mobile version