الثلاثاء, أكتوبر 8, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارأنماط الاستهلاك في سوريا.. تناقض صارخ بين طبقة الـ 5% وباقي فئات...

أنماط الاستهلاك في سوريا.. تناقض صارخ بين طبقة الـ 5% وباقي فئات الشعب

هاشتاغ – حسن عيسى

 

في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تشهدها سوريا، يُظهِر سلوك استهلاكي غريب ومتباين بين مختلف فئات المجتمع.

 

هذا التباين يُظهِر عمق الأزمة الاقتصادية ويبرز الفجوة الكبيرة بين الطبقات الاجتماعية، فبينما يسعى البعض إلى البقاء على قيد الحياة، يواصل آخرون تبني أنماط حياة ترفيهية وكمالية.

 

الطبقة الفقيرة.. الكفاح من أجل البقاء

يشير الباحث الاقتصادي الدكتور علاء الأصفري في حديثه لـ “هاشتاغ” إلى أن الطبقة الفقيرة تشكل النسبة الكبرى من المجتمع السوري، إذ يمثلون نحو 95% من السكان، يعيشون بتأثير ضغوط اقتصادية هائلة، إذ يركضون لتلبية احتياجاتهم الأساسية المتمثلة في الغذاء والدواء والسكن، من دون أي مساحة للترف أو الرفاهية.

 

ووفق الدكتور الأصفري، فإن غالبية أفراد هذه الفئة يلجؤون إلى العمل ساعات طويلة تمتد ما يزيد على 16 ساعة يومياً، بهدف تحقيق الحد الأدنى من مستوى العيش.

 

ونتيجة ذلك، تتراكم عليهم القروض والديون، وهذا يجعل حياتهم تدور في حلقة مفرغة من العمل والديون، بحسب تعبير الأصفري.

 

الطبقة الغنية.. الاستهلاك الفاخر وسط الأزمة

بالنقيض من ذلك، تظهر في سوريا طبقة غنية، لا يبدو أنها تتأثر بالتدهور الاقتصادي.

 

ويرى الأصفري أنه يمكن ملاحظة هذا التباين بالمشاهد اليومية في الشوارع، إذ تُرى سيارات موديل 2024 وأخرى كهربائية متطورة.

 

وتملأ هذه الطبقة المطاعم الفاخرة وتتبع نمط حياة استهلاكي واضح، يتجلى خصوصا في الإنفاق الكبير على الكماليات، بحسب كلام الخبير الاقتصادي.

 

وتعد النساء في هذه الطبقة من أبرز مستهلكي المنتجات الفاخرة ومواد التجميل، وهذا يُظهر نمط حياة بعيد البعد كله عن حياة الفقراء.

 

الطبقة المستفيدة من التحويلات الخارجية: التوجه نحو الكماليات

يلفت الأصفري في حديثه إلى وجود شريحة من السوريين تعتمد المعونات الخارجية التي تصلهم من أقربائهم أو أصدقائهم في الخارج.

 

ويميل أفراد هذه الفئة، بحسب الأصفري، إلى السلوك الاستهلاكي المباشر، إذ يُلاحظ اهتمامهم بشراء أحدث الهواتف المحمولة ومواد التجميل.

 

ومن وجهة نظر الأصفري، تفتقر هذه الشريحة إلى النصائح والإرشادات حول استثمار أموالها في مشاريع صغيرة، وهذا ما يعزى إلى التعقيدات الكبيرة والعوائق البيروقراطية التي تواجه إنشاء المشاريع في سوريا.

 

هذه العوائق تتضمن تشديدات على الجمارك والضرائب، وهذا يدفع الكثيرين إلى تجنب الاستثمار خوفاً من الخسارة، بحسب قول الأصفري.

 

فوضى استهلاكية وتضخم يؤثر في الجميع

وفق الأصفري، يُظهر الواقع الاستهلاكي في سوريا فوضى كبيرة لا مثيل لها، إذ يعاني الجميع ضغوطا تضخمية شديدة أثرت على الليرة السورية.

 

هذه الضغوط دفعت الكثيرين إلى التقشف إلى أبعد حد، وهذا أدى إلى ممارسات غير معتادة في الأسواق مثل بيع البيض بالبيضة الواحدة والبطيخ بالقطعة.

 

ولا يعبر هذا النمط فقط عن العجز في الشراء، من وجهة نظر الدكتور الأصفري، بل يُظهر التضخم الهائل الذي يُثقل كاهل المواطنين، وهذا يبرز الحاجة الماسة إلى خطة اقتصادية متكاملة تُعرض أمام الرأي العام، تهدف إلى تخفيف الضغط الاستهلاكي وتحسين الأوضاع الاقتصادية.

مقالات ذات صلة