بدأت “إسرائيل” و”حزب الله” اللبناني أمس الأربعاء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بالتعاون مع فرنسا، بعد أكثر من عام من التصعيد العسكري العابر للحدود وشهرين من الحرب المفتوحة.
الاتفاق الذي يدخل حيز التنفيذ من الساعة الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي (الثانية بتوقيت غرينيتش) يُفترض أن يُطبّق خلال 60 يوماً.
ولم تُسجّل أي اشتباكات أو قصف متبادل بين الطرفين بعيد بدء تنفيذ الاتفاق، ما أعطى بارقة أمل في تهدئة التوترات التي أرهقت المنطقة.
وينص الاتفاق على انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، مع اقتصار الوجود المسلح في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني على الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”.
تهديدات إسرائيلية وتنفيذ تدريجي
في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن قوات الجيش ستفرض تنفيذ الاتفاق بالقوة، مهدداً بالرد على أي خرق للنار.
وكشف هاغاري أن الجيش الإسرائيلي قتل عدداً ممن وصفهم بـ”المخربين” واعتقل آخرين في جنوب لبنان بعيد بدء سريان وقف إطلاق النار.
وأكد هاغاري أن قوات الجيش الإسرائيلي لن تسمح بالحركة الليلية في مناطق عملها بجنوب لبنان.
وأشار إلى استمرار تحليق سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية لجمع المعلومات الاستخباراتية والاستعداد لأي طارئ.
وأوضح المتحدث العسكري أن تطبيق الاتفاق سيتم بشكل تدريجي، مشيراً إلى أن الفرقة 146 تراقب أي خروقات محتملة في جنوب لبنان.
كما تحدث هاغاري عن إنجازات الجيش خلال الحرب، من بينها قصف 12,500 هدف لحزب الله، بما يشمل 360 هدفاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتدمير 70% من قدرات الحزب الجوية المسيّرة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي تمكن من استهداف خطوط إمداد حزب الله عبر سوريا خلال المواجهات.
قيود على الحركة وتصريحات سياسية
أعلن الجيش الإسرائيلي منع الحركة جنوب نهر الليطاني من الساعة الخامسة مساءً وحتى السابعة صباحاً.
وأكد أنه لا يخطط لخفض عدد قواته في لبنان حالياً، كما أشار إلى عدم نقل القوات إلى غزة.
ودعا الجيش سكان جنوب لبنان إلى الابتعاد عن القرى التي طالب بإخلائها وتجنب الاقتراب من القوات الإسرائيلية، محذراً من تعريض حياتهم للخطر في حال التحرك نحو تلك المناطق.
من جانبه، صرح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن فرض الاتفاق سيتم بحزم.
وأكد أن أي عنصر من حزب الله يقترب من الحدود أو القوات الإسرائيلية سيُستهدف على الفور.
بعيد سريان الاتفاق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات أطلقت النار باتجاه لبنانيين اقتربوا من دباباتها قرب بلدة الخيام، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية مشتبهين قرب قرية يارون.
وقد أكد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الأخير ووزير دفاعه يسرائيل كاتس أمرا الجيش بمواصلة العمل ضد أي خروقات محتملة ومنع عودة سكان القرى الحدودية إلى مناطقهم في الوقت الحالي.
رد فعل حزب الله
في المقابل، أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله بياناً أكدت فيه استمرار متابعة تحركات الجيش الإسرائيلي وانسحابه من جنوب لبنان.
وأوضح البيان أن مقاتلي الحزب سيبقون على أهبة الاستعداد “دفاعاً عن سيادة لبنان”.
البيان أشار إلى أن الحزب نفذ أكثر من 4637 عملية عسكرية ضد القوات الإسرائيلية خلال الحرب، دعماً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن لبنان.
كما أكد البيان مقتل 130 جندياً وضابطاً إسرائيلياً وإصابة أكثر من 1250 آخرين، بالإضافة إلى تدمير 59 دبابة من طراز ميركافا و11 جرافة عسكرية.
تحركات لبنانية لتطبيق الاتفاق
أعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب أن الجيش اللبناني بدأ بالتحرك نحو الجنوب، موضحاً أن الاتفاق الذي يمتد لـ 60 يوماً سيتيح للحكومة اللبنانية دعم الجيش لتحقيق انتشار مكتمل.
بدوره، أكد وزير الدفاع اللبناني موريس سليم رفع عدد القوات العسكرية المنتشرة في جنوب لبنان إلى 10,000 عسكري.
وأصدر الجيش اللبناني بياناً أكد فيه بدء تعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني بالتنسيق مع قوات اليونيفيل، استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701.
وأشار البيان إلى أن الوحدات العسكرية المعنية تُجري عمليات انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني حيث ستتمركز في مواقع محددة.