Site icon هاشتاغ

اختصاصية تربوية ونفسية لـ”هاشتاغ”: تنوع الأساليب التربوية بين القديم والحديث ودمجها أفضل لنفسية الطفل

هاشتاغ – يارا صقر

 

تؤدي التربية دوراً حاسماً في تكوين الطفل وتطويره على مرّ العصور، وقد شهدت التربية تغيُّراتٍ وتطوراتٍ كبيرة؛ إذ تغيرت القيم، والمعتقدات، والأساليب المستخدمة في تربية الأطفال.

 

في هذا الإطار، تقول الاختصاصية التربوية والنفسية رامه حمود لـ”هاشتاغ” إن “تربية الطفل من أصعب المهام وأكثرها متعةً وتشويقاً، فهي من أجمل التجارب التي تُغني العلاقة بين الوالدين والأبناء من الناحية العقليّة والعاطفيّة والاجتماعيّة والنفسيّة”.

 

وتتابع “حمود”، لقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ علاقة الطفل بأمه وقربه منها يزيد من معدلات الصحة العقليّة والنفسيّة للطرفين على حدٍّ سواء.

 

بين القديم والحديث

توضح حمود، أن الأساليب التربوية بين القديم والحديث باتت متعددة، فمنها ما أثبت العلم صحته، ومنها ما ظهر له عدد من السلبيات التي دفعت الخبراء التربويين إلى استبدال أساليب أكثر جدوى وفاعلية به.

 

العقاب

أسلوب العقاب مثلاً كان شائع الاستخدام قديماً، وعند تحوّل هذا الأسلوب إلى نوع من العنف تمَّ توجيه الأنظار نحو التربية القائمة على أسلوب الثواب التربوي والعقاب التربوي. بحسب الاختصاصية.

 

وتشرح “حمود”: “بدلاً من حصر فكرة العقاب في تأديب الطفل بضربه، تم طرح فكرة حرمان الطفل من إحدى المزايا التي يمتلكها، وهذا نوعاً ما يعد أفضل من العقاب المتمثّل في الضرب” .

 

وتضيف: “يشمل العقاب التربوي الحوار مع الطفل أيضا وطرح ثلاثة أنواع من العقاب وجعل الطفل يختار إحداها ليُطبّق عليه في حال الخطأ”.

 

وتتابع: “ظهر أيضا ما يسمّى بكرسي العقاب الذي يُطلَب فيه من الطفل الجلوس في ركن معيّن لمدة زمنية معيّنة مناسبة لعمر الطفل ليفكّر مليّاً بالخطأ الذي ارتكبه (الطفل من عمر سنتين يمكنه الجلوس لمدة لا تتجاوز الأربع دقائق، أما الطفل بعمر سبع سنوات فيمكن أن يجلس لمدة عشر دقائق وهكذا)”.

 

الثواب

قديماً كان أسلوب الثواب مناسب جداً للإنجاز الذي حصده الطفل ، أمّا حديثاً فقد أصبح هناك نوع من المبالغة في تقديم الغالي والنفيس من الهدايا للطفل مهما كان نوع إنجازه، وهنا لابدّ من مراعاة أن يكون الثواب مناسباً جداً للفعل والتصرف الصحيح من الطفل من دون مبالغات أو تقليل.

 

الحوار بين الآباء والأولاد

سلطت التربية الحديثة الضوء تسليطا كبيرا نحو أسلوب الحوار بين الآباء والأبناء، وهذا الأسلوب يعدّ الأكثر فاعلية في توطيد العلاقات الوالدية، كما يحمي الطفل من تأثير الأقران والبيئة المحيطة، فكلّما كانت قنوات التواصل مفتوحة بين الطرفين كلّما استطاع الطفل الرجوع إلى الوالدين في كلّ أمر يعترض طريقه.

 

وقديماً غلب الجانب التسلطي في علاقة الآباء مع أطفالهم فالحوار كان أشبه بمجموعة من الأوامر تُوجَّه من قبل الأب أو الأم إلى الطفل حتى يتقيّد بها، إلا في بعض الحالات النادرة، وفق الاختصاصية.

 

كما أشارت الدراسات الحديثة إلى أنّ تربية الطفل بالحب هي الأفضل والأكثر فاعلية من بين الأساليب المتعبة كلها، وتقوم هذه التربية على تقديم الحب غير المشروط للطفل، إذ تُنادي بمحبة الطفل من دون إقران هذا الحب بشروط معينة كأن يكون الطفل جميلاً أو ذكياً أو يمتلك صفة محببة لقلب والديه.

 

وتلفت “حمود” إلى أنه على الرغم من تنوع الأساليب، وهي أكثر ممّا ذكر في هذه المقالة، نجد أنّ التنويع بين الأساليب القديمة التي تهتم بزرع القيم والعادات الحسنة عند الطفل وبين الأساليب الحديثة التي تقوم على مواكبة متطلبات العصر الحالي وإعطاء الطفل المساحة الكافية للاختيار والاطلاع على مختلف المهارات الحياتية، والدمج بين هذه الأساليب جميعها والتعلّم من الأخطاء وعدم تكرارها، هو الأفضل من الناحية النفسية للطفل .

 

وتؤكد “حمود” مراعاة أنّ كل طفل له أسلوب حياة مختلف عن الآخر، ومن الذكاء معرفة ما يناسب أطفالنا وبالتالي التصرف وفقه، فكم من أسلوب تربوي نجح مع طفل معيّن وفشل مع الآخر، وكم من أُم اكتشفت أسلوباً جديداً للتربية بتعاملها وتفهمها طبيعة احتياجات طفلها العاطفية بالدرجة الأولى.

Exit mobile version