هاشتاغ – محمد محمود هرشو
بدأ الرئيس بشار الأسد العام الجديد بقرارات لا يمكن وصفها إلا بأنها “استثنائية” لما لها من أهمية بالغة على حياة السوريين ومستقبلهم.
و بعيداً عن ضجيج الإعلام، يجري العمل على أهم ملفين في التاريخ المعاصر للدولة السورية “الأجهزة الأمنية” و “حزب البعث” حيث ستُلحظ ترجمة هذا العمل خلال الأيام القادمة، وستكون بكل بساطة نقطة التحول باتجاه “سوريا المدنية” .
الأمن .. أمن للمواطن لا عليه
صدرت توجيهات بدمج بعض الفروع الأمنية، خلاصتها ما توصلت إليه “لجان القصر” بأن تكون الأجهزة المذكورة “أمناً للمواطن” لا عليه.
وتهدف الخطوة الى إلغاء بيروقراطيتها بعد أن تم دمج العديد من الفروع في الشعبة أو الإدارة الواحدة، وإلغاء فروعٍ أخرى في خطوة موازية.
كما تم إلغاء العديد من الأقسام التي كانت مهمتها متابعة العمل الحكومي وأداء العاملين مع “التوجيه” بالابتعاد التام عن الأداء الإداري والمدني والإبقاء على العمل الأمني الفعلي لتقوم تلك الأجهزة بعملها الحقيقي الذي يهدف لبسط حالة الاستقرار والأمان في البلاد.
ما ذُكر ليس تخلياً عن مسؤوليات الدولة في مكافحة الفساد المستشري في العمل الحكومي بل تأطير ليأخذ الأمن دوره بكفاءة، ومن يتابع تلك الملفات سيلحظ معالجة الرئاسة لعدد كبير من الملفات خلال السنوات الأخيرة بعيداً عن الصخب والضجيج وبالطرق القانونية، حيث يتم تحويل غالبيتها إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش أو وزارة الداخلية مع المتابعة الحثيثة لنتائج التحقيقات التي خلصت لاستعادة عشرات المليارات من الليرات السورية.
تغييرات جذرية في الحزب
على صعيد آخر ووفق ما بدأ يظهر للعلن فإن الدراسات والسيناريوهات المرسومة “لحزب البعث” بدأت حيز التنفيذ وفق رؤية واضحة “لتغييرات جذرية” لم يعهد الحزب في تاريخه مثلها وفق حديث أمينه العام بصراحته المعهودة وتوصيفه الدقيق للواقع خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشهر الفائت.
يأتي ذلك بعد أن تبلورت الرؤية التامة “للحزب المتجدد”، علماً أن القيادة اضطرت لتأجيل هذا الاجتماع بعد أن تمت الدعوة له قبل أشهر عدة لأنه من المكتوب له “ألا يكون اجتماعاً روتينياً”.
العمل بصمت
رغم قساوة المشهد العام للمنطقة والبلاد، عملت الرئاسة السورية خلال السنوات الفائتة وتعمل اليوم على ملفات مهمة شملت عقودا من سياسة الدولة بإيجابياتها وسلبياتها، ووضعت استراتيجيات لمرحلة جديدة تتماشى مع المتغيرات العالمية.
ويبدو أن النتائج والثمار بدأت تبصر النور في عامٍ يأمل السوريون أن يحمل معه قارب نجاة للبلاد وأبنائها نحو المستقبل الذي يليق بسوريا والسوريين.