الجمعة, سبتمبر 13, 2024
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةالحجاب يعيق عمل الإعلاميات في الأردن: لا قانون يحمي من التمييز في...

الحجاب يعيق عمل الإعلاميات في الأردن: لا قانون يحمي من التمييز في العمل

هاشتاغ – غيداء الخالدي (عمان)

“هذا (الترند) العام بالإعلام، وهذا ما يريد الجمهور مشاهدته”.

هذه كلمات تتلقاها الصحفية عائشة الغبن من محيطها حين رغبت بالعمل كمراسلة تلفزيونية لأنها محجبة.

أربع إعلاميات محجبات قابلتهم معدة التقرير، يقف الحجاب في طريق ظهورهن على شاشات التلفاز، فلا يحصلن على الترقيات، أو تكون فرصة تعيينهن أقل من غيرهن في الظهور.

تقول الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة سلمى النمس أن قانون العمل لا يوجد فيه مادة تحمي من التمييز أثناء عملية التعيين، وقدمت اللجنة الوطنية مقترحا للمادة (4) من قانون العمل تغطي جانب التمييز في كل مراحل التعيين، وتقول: “الحكومة والبرلمان لم يأخذا بمقترح اللجنة الوطنية ولم تفتح المادة 4 للتعديل عليها بالتالي اليوم لا يوجد آلية لحماية أي عامل أو أي شخص يتقدم للعمل من التمييز، وكما أنه لا يوجد أي مدونة سلوك يتبناها القطاع الإعلامي”.

بينما أكدت محامية معهد التضامن النسائي إنعام العشا أنه “لا يوجد أي نص قانوني يمنع المحجبة من العمل في جميع المواقع لكن هناك اتجاهات اجتماعية خاطئة لدى البعض، تكمن لدى الأشخاص الموكلين بالتعيينات، بعضهم يتحكم فيه ميوله وثقافته الخاصة ولا يفضل وجود
المحجبة بهذه المواقع، الأصل الحكم على الكفاءة والخبرة والإمكانيات وليس الشكل”.

الترقية والتعيين حسب المظهر:

لم تكن الغبن وحدها في هذا الموقف، فالمراسلة في التلفزيون الأردني ريما العزب قدمت فكرة برنامج لمكان عملها فاقترحوا عليها أن تكون المعدة الرئيسية وأن يذهب التقديم لمذيعة أخرى ( غير محجبة)، تقول: ” رفضت ذلك لأن فكرة البرنامج مجهودي، ولا أقبل مشاركته وذهابه لشخص آخر”، مؤكدة أن مجرد فكرة طرح تقديم برنامج لفتاة محجبة هو أمر غير مقبول لدى المحطات التلفزيونية.

تعمل العزب في الإعلام منذ 2011 وتكمل دراسة الدكتوراة ولكنها لغاية الآن لم تستطيع الظهور على شاشة التلفزيون لأنها محجبة. في حين أنها قدمت نشرات أخبار رئيسية على قناة الحدث العراقية ولم تكن هناك أي مشكلة مع حجابها.

وبينما كانت العزب تعاني من فرصة الحصول على تقديم فكرة برنامجها كان الحجاب يقف أمام فرصة وصول زميلتها في التلفزيون الأردني المراسلة الصحافية باسمة الحمايدة إلى درجات وظيفية أعلى، تقول: “المشكلة تكمن بمعيار التعامل مع الفتاة كمذيعة أو كمراسلة صحفية حسب طبيعة لباسها، وليس حسب المعايير المهنية والثقافية، والكثير من أماكن العمل تؤطر عمل الفتاة المحجبة على الشاشة بمراسلة ميدانية والذي يتطلب جهد وتعب اكثر”.

من جهته؛ يبين رئيس مجلس إدارة التلفزيون الأردني غيث الطراونة أن منع المحجبة من العمل لا يفهم أنه تمييز، وكل مؤسسة لها سياستها الخاصة، فبعض المؤسسات ترى أن المذيع يجب أن يكون محايدا في لبسه وشكله ولا يعطي أي انطباعات، ويجب ان يكون جزءا من المجتمع ويشبهه إلى حد ما.

يقول: “عدم وجود مذيعات محجبات على شاشة التلفزيون الأردني كلام غير صحيح فهناك من تعمل كمراسلة إخبارية أو مقدمة أخبار”.

تشير العشا إلى أنه و”بالرغم من وجود إعلاميات محجبات، إلا أن طبيعة عملهم تقتصر خلف الشاشة ولا تعكس اتجاهات الشارع الأردني وثقافته بل تمثيل لممارسات التمييز وعدم المساواة”.

بلغ عدد النساء الأعضاء في نقابة الصحفيين من 260 إلى 270 صحفية من أصل 1400 عضوًا، في حين تشغل النساء في جمعية المذيعين الأردنيين 92 عضوًا من أصل 255 .

يلفت رئيس جمعية المذيعين حاتم كسواني إلى وجود مذيعات محجبات يستحقون الظهور على الشاشة، مؤكدًا على أن التعيين يجب أن يكون على أسس مهنية، وهذه السياسات في المحطات بعدم ظهور المحجبة على الشاشة هي تمييز وليست حرية ويجب أن تتغير.
خريجات محجبات صدمنّ بالواقع:

صُدمت خريجة بكالوريوس الصحافة من جامعة اليرموك أحلام الزغير بالواقع، حين تقدمت بطلب توظيف محررة وأخبرها المسؤول أن شاغر المحررة تم إشغاله ولكن يمكنها تقديم طلب آخر لأن المؤسسة لديها نية لفتح قناة تلفزيونية لكن بشرط خلع الحجاب، تقول:” لم أتوقع أن سوق العمل يتطلب هكذا معايير ورغبته بالوصول إلى نسب مشاهدة على حساب العاملات، أشعر بالندم لدراستي للإعلام وهذا الأمر مؤذي نفسيًا”.

تشير مقرر لجنة المرأة النيابية المهندسة مروة الصعوب إلى أن اللجنة ستقدم توصية وتطالب بضرورة حصول السيدات المحجبات على فرصتهن بالعمل التلفزيوني .

ومن جهة أخرى قامت وزارة العمل بإنشاء منصة حماية لتقديم شكاوى قائمة على النوع الإجتماعي، إلا أن وزارة العمل لغاية الآن لم يردها أي شكوى بحسب ردهم المكتوب.

تنوه الزغير إلى أنها لم تفكر بتقديم شكوى، لأنها ليست عضوا في نقابة الصحفيين، وتقديم شكوى يتطلب عضوية النقابة، والعضوية تتطلب سنتين تدريب لدى مؤسسة إعلامية. فبحسب قانون نقابة الصحفيين من المادة 5/أ لخريجي الإعلام والصحافة يتطلب تدريب مدة لا تقل عن سنتين على ممارسة المهنة.

يوضح نائب نقيب الصحفيين جمال شتيوي أن معيار الكفاءة هو الذي يحكم في قبول الوظيفة وليس الحجاب، مؤكدًا أنه لم ترد شكاوى للمجلس النقابي بخصوص ذلك وفي حال وصلت أي شكوى سيتم مناقشة المشكلة واتخاذ إجراء بخصوص ذلك.

من جانبها تلفت مديرة إدارة الفئات الأكثر حاجة للحماية في المركز الوطني لحقوق الإنسان بثينة فريحات أنه يصل على الخط الساخن إبلاغات لفتيات لم يتم قبولهن بالعديد من الوظائف بسبب الحجاب وبعضهن طلب منهن خلع الحجاب، أو التأخر في الدوام، أو تغيير نوعية اللبس.

وتوضح” هذا يؤكد أن النظرة للمرأة جنسية، ويشكل عدم قبول الفتاة المحجبة يشكل تمييزا ضدها واعتبارها سلعة للفت انتباه المشاهدين”.

بينما أكدت مديرة الموارد البشرية في قناة “رؤيا” نادين عليان أن القناة تبحث عن موظفين جدد ومن المحتمل أن يكون بينهم فتاة محجبة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة