تضاربت الأنباء حول مصير الرضيعة السورية “آية”، التي ولدت تحت أنقاض منزل عائلتها المهدم جراء الزلزال المدمر في بلدة جنديرس بمنطقة عفرين شمال غربي حلب، بعد ورود أنباء عن محاولة اختطافها من المشفى الذي نقلت إليه، تزامناً مع عرض آلاف الأشخاص تبنيها.
وأبصرت الرضيعة آية النور يتيمة.
في حين قضى جميع أفراد عائلتها وهم: “والدها عبد الله المليحان، والدتها عفراء أبو هدية، إضافة إلى أشقائها الأربعة”، بعد تهدم منزلهم في جنديرس من جرّاء الزلزال.
مكان آمن
وبحسب مصادر محلية، فإن الرضيعة آية نقلت من “مستشفى جيهان” إلى “مكان آمن” في عفرين، وذلك حماية لها بعد أنباء تعرض المشفى إلى اقتحام من قبل مسلحين، بهدف اختطاف الرضيعة.
ونفى ما يسمى “مدير الصحة” في عفرين أحمد الحاج حسن، الادعاءات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تفيد بأن اقتحام “مستشفى جيهان”، كان محاولة فاشلة لاختطاف الرضيعة آية.
ادعاءات خاطئة
وأوضح الحاج حسن في تصريحات لشبكة “BBC”، أن “ادعاءات الاختطاف كانت مبنية على سوء فهم”.
وتابع “وما جرى كان قضية داخلية تماماً تتعلق بالمستشفى، وليس لها أي صلة على الإطلاق بالرضيعة” على حد زعمه.
وأضاف، أن “مديرية الصحة اتخذت الإجراء الاحترازي لحماية الرضيعة آية من احتمال خطفها وتزوير تبنيها”.
وأشار إلى أنهم “عازمون على إعطاء الأولوية لرفاهية الرضيعة، والتصرف بحذر في مسألة التبني”.
جاء ذلك، بعد أنباء تداولها ناشطون، يوم الثلاثاء الفائت، تفيد باقتحام اثنين من المسلحين لمستشفى جيهان في عفرين.
وكانت الرضيعة آية، تتلقى العلاج هناك، كما اعتديا بالضرب على مدير المشفى خالد عطية، ومحاولتهما اختطاف الرضيعة، بالتنسيق مع أحد الممرضين.
تدابير احترازية
ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية عن مسؤول في مستشفى جيهان، أن مدير المستشفى اشتبه في ممرضة كانت تخطط لاختطاف الطفلة آية وتلتقط صوراً لها.
وذكرت الوكالة أن هذا ما دفعه إلى طردها، قبل أن تعود بعد ساعات برفقة اثنين من المسلحين اعتديا بالضرب على المدير، الذي كانت زوجته ترضع آية “رضاعة طبيعية” إلى جانب طفلها الصغير.
وأشار ناشطون إلى ظهور العديد من الأشخاص الذين زعموا بأنهم من أقارب الرضيعة آية.
ما دفع “مديرية الصحة” في عفرين إلى اتخاذ تدابير احترازية من أجل حمايتها، ونقلها إلى مكان آمن.
ولدت تحت الأنقاض
وكانت الطفلة آية ولدت في أول أيام الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا، فجر السادس من شهر شباط الجاري.
في حين أُخرجت بعد 5 ساعات من بدء عمليات الإنقاذ.
وبحسب المصادر، يبدو أن والدة الرضيعة آية شعرت بالمخاض بعد وقت قصير من وقوع الزلزال وانهيار المنزل، وتوفيت بعد ولادتها.
كما بقيت متصلة بها عن طريق حبلها السري، عندما عثر عليها.
وأظهرت لقطات مثيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر رجلاً يحمل الرضيعة وهي مغطاة بالغبار، بعد انتشالها من تحت الأنقاض وبين الركام.
الاستجابة للعلاج
وأوضح خليل السوادي، قريب من عائلتها، والذي كان موجوداً عند انتشالها، “الأقارب هرعوا إلى الموقع بعد سماعهم عن انهيار المبنى”.
وأضاف “وفي أثناء الحفر، سمعنا صوتاً، أزلنا التراب فوجدنا الرضيعة مع الحبل السري، قطعناه وأخذناها إلى المستشفى”.
وبحسب “السوادي”، فإن “والد الطفلة، واسمه عبد الله تركي مليحان، ينحدر من قرية خشام شرقي دير الزور.
وكان يقيم فيها قبل أن يغادرها، عام 2014، عقب سيطرة تنظيم “داعش” على المنطقة.
وأكد طبيب الأطفال هاني معروف الذي كان يعتني بها في مستشفى “جيهان”، أن “الرضيعة آية وصلت وهي في حالة سيئة، وكانت تعاني من نتوءات وكدمات، وحرارتها باردة وكانت بالكاد تتنفس”.
وأردف: “لكن رد فعلها للعلاج كان إيجابياً، واستقرت حالتها بحلول اليوم التالي”.
عروض التبني
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عرض آلاف الأشخاص تبني الرضيعة آية.
وكتب أحدهم: “أحب أن أتبناها وأن أمنحها حياة كريمة”.
في حين سألت المذيعة الكويتية حليمة بولند عن الإجراءات القانونية اللازمة لتبني الرضيعةز
كذلك تداول ناشطون، أن نجمة هوليوود الممثلة الأميركية العالمية أنجلينا جولي، عرضت ذلك أيضاً.