دارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وسط الخرطوم، اليوم الثلاثاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد مواجهات متزامنة في مدن العاصمة الثلاث، في وقت تحدّث فيه السكان عن أعمال نهب واسعة للممتلكات في الخرطوم ودارفور.
وكانت وتيرة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد تصاعدت في اليومين الماضيين لتشمل مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان) بعد انتهاء أحدث هدنة بين طرفي الصراع.
بدورها، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على حامية عسكرية في مدينة “كتمْ” غربي البلاد، وهو ما نفاه الجيش.
في غضون ذلك، نقلت وكالة “رويترز”، عن أحد السكان وسط أم درمان، أن أعمال نهب تتم بصورة يومية.. كما نقلت الوكالة عن أحد سكان شرقي الخرطوم أن قوات الدعم السريع تقوم بأعمال نهب في هذه المنطقة التي تقع ضمن نطاق سيطرتها. مشيراً إلى أنه تتم سرقة السيارات والذهب والأموال.
وفي إقليم دارفور، الذي شهد مواجهات دامية، أفاد سكان أيضاً بتسجيل أعمال نهب واسعة.
وكان ناشطون تحدثوا عن مقتل 40 شخصاً خلال الاشتباكات التي دارت قبل أيام في مدينة كتم. التي تعد من كبرى مدن ولاية شمال دارفور.
“منطقة منكوبة”
وقبل أيام، أعلن حاكم دارفور السوداني، مني أركو مناوي، أنّ الإقليم الواقع غرب البلاد “منطقة منكوبة”.. مع تجدّد الاشتباكات فيه بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”.. فيما دعت الرياض وواشنطن طرفَي النزاع في السودان مجدداً للعودة إلى المفاوضات.
وجاءت الدعوة غداة قصف جوي ومدفعي هزّ الخرطوم السبت، بغياب أي أفق للتهدئة في نزاع دخل أسبوعه الثامن.. ويواصل حصد الضحايا الذين أعلن الهلال الأحمر السوداني دفن 180 منهم من دون التعرّف إلى هوياتهم.
وزادت حدة المعارك في اليومين الماضيين بعدما لاقت هدنة موقتة أبرمت بوساطة سعودية-أميركية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. مصير سابقاتها بانهيارها بشكل كامل.
ومنذ اندلاع النزاع في 15 نيسان/أبريل، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وقتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع المعارك منتصف نيسان/أبريل، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها.