نشرت صحيفة “القدس العربي” تقريراً مطولاً سلطت خلاله الضوء عن وجود تغيرات كبيرة في النطاق المعتاد للعمليات التركية في سوريا منذ بداية العام الحالي.
وأشارت إلى أن تركيا بدأت منذ بداية عام 2023 تشن عمليات نوعية في الشمال السوري ضمن منحى مختلف كلياً عن العمليات التي شنتها القوات التركية داخل الأراضي السورية خلال السنوات الماضية.
خريطة الأهداف
وأوضحت أن هناك تغيرات بشكل واضح في طبيعة وخريطة الأهداف التي تنوي تركيا تحقيقها في سوريا خلال الفترة المقبلة.
وبينت أن العمليات التركية التي نفذها سلاح الجو التركي أو الطائرات المسيرة التركية خلال الأسابيع القليلة الفائتة قد طالت مناطق “قسد” بعمق أكثر من 60 كم جنوب الحدود التركية مع سوريا.
ونوهت إلى أن هذا الأمر يعتبر تغيراً كبيراً في نطاق عمليات أنقرة والتي كانت تتركز في السنوات السابقة على عمق لا يتخطى الـ 30 كم جنوب حدودها مع الجانب السوري.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى وجود تطور كبير في طبيعة المواقع والشخصيات التي تم استهدافها من قبل تركيا ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” شمال وشرق سوريا.
عمليات “الصمت”
كما أشار التقرير إلى أن تركيا تعاملات بشكل مختلف مع الإعلان عن طرق آليات تنفيذ تلك العمليات، حيث اتسمت العمليات التركية النوعية بالسرية التامة وعدم ذكر تفاصيل تلك العمليات كما كانت تفعل في السابق.
وبحسب التقرير فإن تركيا بدأت منذ فترة تعمل على إنجاز عملياتها النوعية داخل الأراضي السورية بصمت ودون إحداث أي ضجة إعلامية.
ونوهت إلى اعتقاد سائد لدى البعض بأن أنقرة نفذت العديد من العمليات النوعية بتنسيق أمني واستخباراتي عالٍ مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك استجابة للمطالب التركية بتحييد قوائم محددة من قياديي وكوادر التنظيمات المنتشرة داخل مناطق سيطرة “قسد” والتي تصنفها تركيا كمنظمات إرهابية.
التفاهم مع واشنطن
ووفقاً للتقرير فإن توقيت توسيع تركيا لنطاق عمليتها النوعية داخل الأراضي السورية وتزامنه مع مساعي روسيا لتسريع مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق يدل على وجود تفاهمات جديدة بين واشنطن وأنقرة في إطار عرض أمريكي جديدة تم تقديمه مؤخراً لثني الجانب التركي عن الاستمرار بمسار إعادة العلاقات مع سوريا.
وقد أشار العديد من المحللين والمراقبين إلى أن حسابات تركيا قد تكون اختلفت بشأن التعامل مع الخطة الروسية الجديدة في سوريا، لاسيما بعد الزيارة التي أجراها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأجراءه مباحثات مطولة مع المسؤولين الأمريكيين بشأن المرحلة القادمة في سوريا.
ولفتت مصادر دبلوماسية غربية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول في الفترة الحالية سحب البساط من تحت روسيا بشأن مساعيها الرامية للتوصل إلى حل سياسي على مقاس المصالح التي يسعى بوتين لتحقيقها في سوريا والمنطقة عموماً.