يحتفل أبناء الطائفة المرشدية في سوريا، بعيد “الفرح بالله” في الخامس والعشرين من شهر آب/أغسطس كل عام، وتستمر شعائر هذا العيد لثلاثة أيام متتالية.
فمن هم أتباع هذه الطائفة، وماهي معتقداتهم وطقوسهم؟
طائفة مقرها سوريا
المرشدية مذهب ديني إسلامي أتباعه يتبعون الطائفة المرشدية الصغيرة والتي لا توجد إلا في سوريا.
يقدر عددها بحسب المصادر المرشدية ما بين ثلاثمائة ألف إلى نصف مليون شخص، يعيشون مابين محافظات اللاذقية، حمص، منطقة الغاب في حماة، وفي دمشق وريفها.
كما أن هذه الطائفة لا توجد في بلد آخر سوى سوريا، إلا بأعداد محدودة تعود إما لسوريين مهاجرين أو زيجات مختلطة أو أعداد صغيرة قد تكون دخلت المرشدية .
توجه بعض المصادر المتشددة اتهامات الى المرشديين حيث تزعم أن المرشدية طائفة منشقة من “النصيرية”.
ويعبدون مؤسس الدعوه المرشدية سلمان المرشد وهو ما ينفيه المرشديون ومن يعرفهم .
تاريخ ظهور الطائفة
تعود جذور ظهور المرشديّة إلى النصف الأول من القرن العشرين في سوريا عن طريق سلمان المرشد في منطقة الحدود الجبليّة بين محافظتي اللاذقيّة وحماة .
ومن تلك المنطقة امتدّت الدعوة إلى مناطق أخرى في محافظات حمص وإدلب ودمشق وطرطوس.
والآن يعد الوجود المرشدي في محافظتي حمص واللاذقيّة هو الأقوى.
وكان سلمان المرشد قد لفت الأنظار إليه في 1923 عندما بشّر بقرب ظهور المهدي لـ”يملأ الأرض عدلاً” ولم يدع الناس أن يتخذوه ربّاً كما يشاع.
أهم طقوسهم
تحتفل الطائفة المرشدية في سوريا، بعيد “الفرح بالله” في الخامس والعشرين من شهر آب/أغسطس كل عام، وتستمر شعائر هذا العيد لثلاثة أيام متتالية.
تم تأسيس الطائفة في 12 تموز/يوليو 1923م، وأُعْـلن عنها بتاريخ 25 آب/أغسطس 1951م؛ ولذلك يكون الخامس والعشرين من آب/أغسطس من كل عام عيد المرشديين الوحيد والمسمى بِ (عيد الفرح بالله).
إعدام سليمان المرشد
أعدم سلمان المرشد في نهاية عام 1946 بتهمة يقول البعض إنها ادعائه الألوهيه.
إلا أن العديد من الباحثين يؤكدون أن قرار الاتهام والإعدام لم يتطرق أبداً إلى مسألة إدعاء الألوهية كما يشاع.
بل إنه أعدم بتهمة قتل زوجته والتحريض على قتل آخرين في المواجهة التي حصلت مع الدرك في قريته بنهاية 1946 وكانت جميع هذه التهم لفقت له بدوافع سياسية بحته.
المرجع الفعلي للطائفة
الدعوة الفعلية للمذهب المرشدي تُنسب إلى مجيب سلمان المرشد والذي يعتبر المرجع الاول للمرشدية التي أعلنها في 25 آب/أغسطس من عام 1951.
قُتل مجيب على يد عبد الحق شحادة آمر الشرطة العسكرية في عهد أديب الشيشكلي وبإيعاز منه، في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1952.
المخلص
يعتبره المرشديون “المخلّص الذي أعطى المعرفة الجديدة عن الله”، وقد أشار مجيب قبل قتله إلى أخيه الأصغر ساجي المرشد باعتباره “الإمام ومعلم الدين”.
لذلك يُعتبر ساجي المرشد المرجعيه الدينية التي يلجأ إليها المرشديون في أمور دينهم منذ 1952 باعتباره الإمام ومعلم الدين بعد مقتل مجيب المرشد عام 1952.
وقد توفي (غاب كما يرى المرشديون) في تشرين الأول/أكتوبر من عام 1998 ولم يوصِ بالإمامة لأحد من بعده، لذلك لا توجد عند المرشدية مرجعية دينية بعده.
ما هي المرشدية ؟
المرشدية كما يقول أتباعها هي منهج إصلاحي أخلاقي ديني إسلامي.
وتقول أدبياتهم إن “الدينُ عندَ اللهِ الإسلام؛ وفي كلِّ دينٍ نورٌ من اللهِ وإسلامٌ لله؛ نحنُ نؤلِّهُ للهَِ ونحبُّ من نريد”.
تدعو الحركةُ المرشدية إلى التزام الأخلاق للفوز برحمة الله الواحد ورضوانه وإلى تحقيقِ الأصالة الإنسانية بُغيةَ الارتقاء إلى الكمال.
“ليستْ مهمةُ هذهِ الحركةِ إصلاحُ العالَم، بل مهمتُها، ككلِّ دين، تخليصُ الإنسان من هذا العالَم”.
أكثر ما يميِّزُ المرشديةَ هو إلغاؤها للسلطة الدينية، إذ لا يوجد كهنوت ولا مشايخ ولا تبشير ولا دعوة إلى الدين.
إنما يُعطى الدينُ بناءً على طلب المريد، فهي إذاً ليست نظاماً اجتماعياً ولا حزباً سياسياً ولا برنامجاً اقتصادياً.
كما ترتكز الحركة المرشدية عَمَلياً على الحرية الدينية الكاملة بشكلٍ عام “لا إكراهَ في الدين” وعلى حرية المرأة بشكلٍ خاص “الفتاةُ المرشدية تتزوج ممن تحب”.
لا يوجد في تعاليمِ المُـرشِدية أدنى معنى للإكراه أو القسرية، فـ”الخيرُ إذا لم يصدرْ من تلقاءِ النفس فلا فضلَ لفاعلِه”.
كما أنَّ الحركةَ المُرشديةَ كما يقول أتباعها “ليستْ مغلقةً أمام أحد ولا حكراً على فئةٍ دون أخرى، ولا يعيش أبناؤها ضمن غيتوهات ولا يضرِبون حول مذهبهم أسواراً من الأسرار أو أنفاقاً ومتاهات”.
بل هي حركة عالمية مفتوحةٌ على كلِّ من يطلبُ بصدقٍ وإخلاص”. بحسب أتباعها.