تقرير – خاص هاشتاغ
تتأثر اقتصادات الدول العربية بشكل كبير بالأزمات التي تصيب الاقتصاد الدولي بين الحين والآخر، وغالباً ما تكون تأثيرات تلك الأزمات كبيرة وواضحة المعالم على الأداء الاقتصادي للدول.
وغالباً ما تتأخر البيانات الإحصائية عن نتائج تأثر الاقتصادات العربية بالأزمات التي تعصف بها، ومع بداية عام 2022 ظهرت الأرقام الإحصائية المجمعة لنتائج تأثر الاقتصادات العربية بأزمة كورونا.
كما بينت الأرقام النهائية أن الاقتصادات العربية عانت جميعها من نتائج تلك الأزمة وتجسدت تلك المشكلات على شكل انكماش في الناتج المحلي الإجمالي وتراجع في نصيب الفرد من الناتج وتغير التركيب الهيكلي للناتج المحلي الإجمالي.
كذلك كشف التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2021 الصادر عن صندوق النقد العربي عن الأرقام الإجمالية لانكماش وخسائر الناتج المحلي العربي نتيجة أزمة كورونا.
انكماش في الناتج المحلي العربي
بلغ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجاریة في الدول العربیة كلها حوالي (2432) ملیار دولار عام 2020 مسجلاً معدل انكماش قُدر بحوالي (11.5%) بالمقارنة مع عام 2019.
كما انكمش الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة في الدول العربیة كلها عام 2020 بحوالي (5.5%) وھو انكماش لم تعرف الدول العربیة مثلها حتى في أعقاب الأزمة المالیة العالمیة في عام 2009.
تفاوت في الإنكماش
وتراجع الناتج المحلي في مجموعة الدول العربیة المصدرة الرئیسية للنفط بنسبة (6.7%) عام 2020.
وانكمش الناتج في دول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة بنسبة (5%) وانخفض الناتج في مجموعة الدول العربیة الأخرى ذات الاقتصادات الأكثر تنوعاً بنسبة (2.7%).
خسائر جائحة كورونا
وقدرت الخسارة في الناتج المحلي الإجمالي في الدول العربیة في عام 2020 نتیجة لجائحة كورونا بحوالي (221) ملیار دولار بالأسعار الثابتة لعام 2015.
وتباینت نسب انكماش الناتج ومُعدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الدول العربیة حسب ظروف كل دولة ودرجة تطبیقھا لإجراءات الإغلاق والوقایة من انتشار الوباء.
تراجع نصيب الفرد
كما تراجع متوسط نصیب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجاریة من حوالي (6695) دولار عام 2019 إلى حوالي (5863) دولار في عام 2020 . وترجم ھذا الانكماش إلى تراجع متوسط نصیب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بحوالي (6%).
تغير التركيب الهيكلي
ویبین الھیكل القطاعي للناتج المحلي الإجمالي تراجع حصة قطاع الصناعات الاستخراجیة من الناتج المحلي الإجمالي للدول العربیة في عام 2020 إلى حوالي (17.3%) بالمقارنة مع (25%) عام 2019.
ويعود سبب ذلك إلى انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمیة وتراجع كمیات إنتاجھا في إطار اتفاق “أوبك+”. وھو ما أثر على الأداء الاقتصادي وعلى ھیكل المساھمة القطاعیة للناتج المحلي الإجمالي للدول العربیة.
معدلات النمو القطاعي
أظهرت معدلات النمو القطاعي بالأسعار الثابتة، تأثر كل القطاعات بتبعات الجائحة. وكان قطاع الصناعات الاستخراجیة وقطاع التجارة والمطاعم والفنادق من أكثر القطاعات تضرراً بالجائحة.
كما تراجعت بنود الإنفاق الرئیسة خلال عام 2020 في معظم الدول العربیة، وخاصة الاستھلاك العائلي والاستثمار. كما تأثر أداء الصادرات العربیة من السلع والخدمات.
وكان ذلك التراجع نتیجة انخفاض الطلب العالمي على مختلف السلع وخاصة النفط المرتبط بشكل رئیس بتأثیرات الجائحة على حركة التجارة الدولیة.