تُقسم كلمة نوروز (Nowruz) إلى “Now” تعني (الآن – الجديد) و “Ruz” تعني (يوم)، مما يعني حرفياً “اليوم الجديد”، اليوم الذي يعود وفق التقويم الشمسي إلى 21 آذار؛ أول يوم من أيام فصل الربيع، حيث يتساوى طول الليل والنهار، بالإضافة إلى أنه يتوافق مع عيد الأم المعتمد في الكثير من بلدان العالم.
يعتبر “عيد النوروز” عيداً إيرانياً زرادشتياً، والاحتفال به لا يعد احتفالاً دينياً أو وطنياً أو عرقياً حتى، إنما هو احتفال للشعور بالانتماء باعتباره ينبوع استمرارية الثقافة الإيرانية، وقد تم تسجيله في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي عام 2010، هناك أعياد تشابه عيد النوروز في البلدان العربية كالاحتفال بعيد “شم النسيم” في مصر، وعيد “الدخول” في العراق، و”الثافسوت” في الجزائر.
كما ويحتفل الأكراد حول العالم بعيد يسمى عيد “النيروز/النوروز” وبذات التاريخ، لكن لمرجعيات وأسباب مختلفة عن أسباب عيد النوروز الإيراني، فهم يعتبرونه عيداً قومياً ووطنياً يجسد الظلم والقهر الذي مر به الشعب الكردي، كما أن أسطورته تختلف عن أسطورة عيد النوروز الإيراني.
أصل النوروز
النوروز عيد قديم تم الاحتفال بها منذ آلاف السنين، وهو يعود لأسطورة “أن هناك ملك كان يدعى بالملك “جمشيد” استطاع أن يقي السكان في بلاد فارس من قساوة فصل الشتاء وبرودته إلى أن أتى فصل الربيع في التاريخ المذكور وتربع الملك على العرش في 21 آذار بفضل محبة الناس له لجهوده في إنقاذهم”.
البلاد التي تحتفل بعيد النوروز
تَحتفل العديد من البلدان بعيد النيروز حتى وقتنا الحاضر، ويعتبر العيد يوم عطلة رسمية فيها، وهذه البلدان هي: (أفغانستان، ألبانيا، أذربيجان، جمهورية مقدونيا، الهند، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان، تركيا، تركمانستان).
طقوس عيد النوروز
كأي عيد من الأعياد، يحتفل الإيرانيون بعيد النوروز بعادات وتقاليد أخذوها عن أجدادهم ليجسدوا الثقافة الإيرانية والفارسية القديمة، ويمارسون الطقوس المختلفة تعبيراً عن فرحهم وبهجتهم بهذا العيد، يستمر الاحتفال لمدة 13 يوماً من تاريخ العيد، ومن طقوس الاحتفال تُقام وليمة للعيد ويتم فيها تناول سبعة مأكولات طوال أيام هذا العيد، تبدأ كلها بحرف السين وترمز إلى معاني مختلفة، وهي:
وتكون الوجبة التقليدية لعيد النوروز طبق من الأرز مع السمك الأبيض والأعشاب الخضراء مثل: البقدونس والكزبرة.
تزيين المنزل
هناك بعض التقاليد الأخرى التي ترافق أجواء الاحتفال بعيد النوروز، كتنظيف المنزل وتجديد الأثاث والألوان واعتماد اللون الأخضر ومشتقاته في تزيين المنزل كونه يدل على فصل الربيع.
أما طاولة الطعام، فتكون عبارة عن طاولة صغيرة توضع في أحد أرجاء الغرفة، ويقوم الإيرانيون بوضع مرآة صغيرة على الطاولة لتعبر عن التأمل في الماضي، وحوض سمك بداخله سمكة ذهبية لتدل على الحياة الجديدة، إضافة إلى برتقالة داخل وعاء من الماء للدلالة على الأرض، وعدة بيضات مزينة للدلالة على الخصوبة، مع بعض العملات النقدية لترمز إلى الرخاء في المستقبل، بالإضافة إلى كتب عن الشعر الكلاسيكي وكتاب القرآن الكريم للدلالة على الروحانية.
الزيارات خلال العيد
تشمل مراسم الاحتفال أيضاً زيارة الأقرباء والمعارف وتقديم التهنئة بالسنة الجديدة، وإعطاء الأطفال الحلويات والنقود ليستمتعوا بالعيد، بالإضافة إلى زيارة قبور الموتى لتلاوة القرآن وطلب الرحمة والمغفرة لهم.
إشعال النار
خلال أيام عيد النوروز هناك ليلة تسمى ليلة “جهارشنبه سورى” أي ليلة إشعال النار، والتي يستمد منها الإيرانيون طاقتهم ذاكرين مساوئ فصل الشتاء وأهمية النار في تكيف الإنسان مع الطبيعة ومدّه بالدفء والنور، وذلك استناداً إلى الأسطورة سالفة الذكر.