منذ توقيع السعودية وإيران اتفاقا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، يدور حديث داخل الصالونات السياسية في الأردن، حول إعادة السفير الأردني إلى طهران.
وتحدث النائب الأسبق لرئيس الوزراء في الأردن ممدوح العبادي، خلال ندوة سياسية في عمّان، عن “مطالبات بإعادة العلاقات مع إيران وإرسال السفير الأردني إلى طهران فوراً”.
وأثارت تصريحات للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الصيف الماضي، تكهنات بتقارب محتمل بين الأردن وإيران، لكن هذا التقارب يبدو أوشك الآن، وفق سياسيين أردنيين، بالتزامن مع التطورات التي تدفع بهذا الاتجاه.
بعد هذه التصريحات التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في نيويورك، وأعقب ذلك لقاء للعاهل الأردني بالمسؤول الإيراني ذاته، على هامش “مؤتمر بغداد” الذي استضافته عمّان
وحمل عبد اللهيان رسالة خطية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى الملك عبدالله الثاني، “تناولت العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها”، وفق بيان أصدره الديوان الملكي الأردني عقب اللقاء الذي جرى نهاية العام الماضي.
هذه التحركات الأردنية – الإيرانية، يراها الكاتب والباحث الأردني نواف الزرو، تأتي “في سياق عودة العلاقات” بين البلدين.
نحو الانفتاح
وقال الزرو إن “الأمور تتجه بالنسبة لدول المنطقة نحو الانفتاح وتطبيع العلاقات مع إيران وأيضاً سوريا”، وذلك بعد الاتفاق بين السعودية وإيران.
وأضاف الزرو: “من الطبيعي جداً انفتاح العلاقات بين الأردن وإيران بشكل كامل، وإعادة السفير الأردني لطهران”.
وتوقٌع الزور أن تكون عودة العلاقات الأردنية الإيرانية، “على مراحل وبالتدريج”، نظراً لما وصفه بـ”طول الجفاء”.
واتفق المختص بالدراسات الأمنية عامر السبايلة، مع ما ذهب إليه الزرو حول حاجة العلاقات بين البلدين إلى “مزيد من الوقت”، وعدم عودتها على دفعة واحدة.
اعتبارات أردنية
وقال السبايلة إن “فكرة الإجماع العربي يمكن أن تدفع نحو إعادة العلاقات، لكن الأردن لديه اعتبارات أخرى”.
وأضاف أن هناك اعتبارات تضعها عمّان بالحسبان، في ما يتعلق بالعلاقات مع طهران، منها الوجود الإيراني بالجنوب السوري، وتأكد الأردن من ضمان عدم وجود أي استهداف أمني”.
ورأى السبايلة أن عودة السفير الأردني “قد تجري بشكل دبلوماسي، لكن العلاقات تحتاج إلى وقت وبناء ثقة، وعبور مرحلة ما بعد ترتيب الجنوب السوري”.