لم تمر احتفالات إسبانيا والأرجنتين المتوجين بلقب كأس أمم أوروبا و”كوبا أمريكا” بهدوء، إذ أثار لاعبو المنتخبين الجدل بعد هتافات سياسية وعنصرية.
ويبدو أن الأمور تجاوزت نطاق الاحتفالات، حيث بدأت الاتحادات المعنية برفع شكاوى رسمية تدين المنتخبَين، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
هتافات سياسية
إذ أثارت عبارات أطلقها لاعبو منتخب إسبانيا أثناء الاحتفال في شوراع العاصمة مدريد بكأس أوروبا، الكثير من الجدل في المغرب وإنكلترا كما في إسبانيا.
وأظهر مقطع فيديو احتفال لاعبي إسبانيا وهم يرددون جبل طارق إسباني، في إشارة إلى المضيق الذي تسيطر عليه بريطانيا وتطالب به إسبانيا، وردت الجماهير، والمغرب أيضاً.
بدأ ألفارو موراتا، قائد المنتخب الإسباني، الهتافات، بينما كان رودري هو اللاعب الذي هتف مع زملائه في الفريق، “والمغرب أيضاً”.
ونقلت صحيفة “لارثون” الإسبانية، أن اتحاد جبل طارق لكرة القدم أعلن عن عزمه تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا“، بسبب الهتافات.
كما وصف الاتحاد الهتافات بأنها “استفزازية ومهينة”، وشدد على أنه في كرة القدم لا يوجد مكان لسلوك من هذا النوع.
وأكد التقرير أن الهتافات أثارت الغضب في المغرب أيضاً، حيث اعتبرتها وسائل إعلام مغربية عنصرية ومسيئة، دون أن يصدر تعليق رسمي من الرباط.
وأضافت الصحيفة، أن احتفالات المنتخب الإسباني لكرة القدم بعد عودته إلى مدريد، لم تخل من لحظات أثارت جدلاً في إسبانيا وخارجها.
ويأتي ذلك بسبب التعبيرات العنصرية والسياسية التي احتوتها، والتي لا علاقة لها بالاحتفال.
يذكر، أن منتخب “لا روخا”، نجح بفضل أدائه الرائع في الكأس القارية، في الظفر باللقب الرابع في تاريخه بعد أعوام 1964 و2008 و2012.
حيث انفرد بالرقم القياسي في عدد الألقاب، بفارق لقب واحد عن شريك إسبانيا السابق وضحيته في ربع النهائي ألمانيا.
اقرأ أيضاً.. رغم إصابة نجمها وقائدها.. الأرجنتين تقتنص كأس كوبا أميركا وتسجل رقماً قياسياً
هتافات عنصرية
إلى ذلك، يعتزم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم تقديم شكوى إلى نظيره الدولي “فيفا”، بشأن هتافات عنصرية من بعض لاعبي المنتخب الأرجنتيني خلال احتفالاتهم بلقب “كوبا أميركا 2024”.
وسُمعت الهتافات خلال فيديو مباشر نشره لاعب وسط تشيلسي الإنكليزي، إنزو فرنانديز على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان فرنانديز يحتفل داخل حافلة منتخب بلاده، بعد الظفر بلقب “كوبا أميركا” على حساب كولومبيا “1-0” بعد التمديد.
وردّد بعض اللاعبين، بينهم فرنانديز، هتافاً يعود تاريخه إلى كأس العالم 2022، أطلقه مشجعون أرجنتينيون بعد النهائي الذي حسمه منتخب بلادهم أمام فرنسا بركلات الترجيح “4-2”.
واستهدف الهتاف حينذاك كيليان مبابي، كما تضمن إهانات معادية للمثليين.
وقال مصدر مقرّب من الاتحاد الفرنسي، إن الاتحاد يعتزم مراسلة نظيره الأرجنتيني وإحالة الأمر إلى “فيفا”.
وجاء في بيان الاتحاد: “أمام خطورة هذه الهتافات الصادمة، والتي تتعارض مع قيم الرياضة وحقوق الإنسان، قرر رئيس الاتحاد الفرنسي تحدي نظيره الأرجنتيني و(الفيفا) بشكل مباشر وتقديم شكوى قانونية بسبب هتافات مسيئة عنصرية وتمييزية”.