Site icon هاشتاغ

من فادي إلى قادر.. الحزب لم يستخدم يده الضاربة بعد

هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد

 

بات واضحاً للجميع أن يد حزب الله الضاربة لم تدخل المعركة بعد، وإن كان قد لوّح بها خلال الضربات الصاروخية الأخيرة التي استهدف بها منشآت عسكرية واقتصادية للكيان شمالي فلسطين المحتلة وصولاً إلى “تل أبيب”، ليؤكد للعدو والصديق أن “تفجيرات البيجر” واغتيال قيادات عليا في المقاومة لن يغيّر في مسألة القدرة على إدارة المعركة بالقوة والجهوزية نفسها.

 

صحيح أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يتفوق بقدراته الجوية المدعومة بصناعة عسكرية أمريكية متطورة قادرة على القتل والدمار وتشريد المدنيين، لكن الحزب أظهر محدودية تأُثير الغارات الجوية التي قيل إنها “الأعنف في تاريخ الحروب حتى اليوم” على بنية الحزب العسكرية وترسانته الصاروخية المحصّنة في أنفاق تحت الأرض، بدليل تطوير ضرباته الصاروخية وزيادة مداها لتتجاوز مدينة حيفا وطبريا وتصل إلى تل أبيب وتحدث أضراراً كبيرة.

 

القيادة والسيطرة لم تتأثر

إن طريقة تصعيد المقاومة اللبنانية ردها على العدوان الإسرائيلي ودقة استهدافها لبنك الأهداف الذي جمعه “الهدهد”، تدل على أن يد المقاومة هي العليا، على الرغم من الدمار الذي أحدثه العدو في جنوب لبنان.

 

ومهما حاول العدو الإسرائيلي إيهام العالم بأنه استطاع تدمير 50% من قدرات حزب الله العسكرية، وأنه يستهدف “ما تبقى” من قيادة المقاومة العسكرية بحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، يعلم العالم أجمع وخصوصاً بيئة المقاومة أن هذا الكلام بعيد كل البعد عن الحقيقة وأن منظومة قيادة المقاومة وإدارة المعركة لن تتأثر باستشهاد بعض قادتها على الرغم من أهميتهم، وأن المقاومة لم تستخدم بعد سوى 5% من قدراتها وقوتها.

 

إن رفع المقاومة اللبنانية مستوى ردها على العدوان خلال اليومين الماضيين يظهر تكتيكاً عسكرياً فذاً، ودقة في الاستهداف الذي وصل إلى مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب بصاروخ (قادر1) البالستي الذي دخل المعركة لأول مرة، فماذا تخبئ المقاومة من جيل (قادر1) وما بعده من الصواريخ البالستية التي لم تستخدم بعد؟

 

تهجير مقابل تهجير

بالرغم من أن حزب الله حاول في البداية تجنب استهداف المنشآت المدنية في شمالي فلسطين المحتلة وركز في هجماته وضرباته الصاروخية وبالطيران المسير على المواقع العسكرية والتجهيزات التجسسية، فقد استطاع أن يدفع مستوطني المناطق الشمالية إلى الهروب باتجاه الداخل ويقدر عددهم بنحو 100 ألف مستوطن واستطاع شل أشكال الحياة كافة في المناطق الشمالية.

 

أما اليوم ومع توسيع الحزب استهداف المنشآت العسكرية والاقتصادية ما بعد مدينة حيفا وصولاً إلى تل أبيب سيدفع المزيد، بل هو دفع المزيد من المستوطنين إلى الهروب جنوباً وتعطيل الحياة بأشكالها كافة في مساحة واسعة جداً.

 

بالمقارنة ثبت على مدى الحروب السابقة أن شعب المقاومة سواء في لبنان أم في جبهات الإسناد ضد العدو الإسرائيلي هو الأقدر على الصمود والرد مقارنة بجمهور المستوطنين الصهاينة الذين باتوا يصطفون على أبواب المطارات للمغادرة والهروب إلى دولهم الأصلية التي جاؤوا منها.

 

لذلك فإن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المناطق المدنية في جنوب لبنان وفي الضاحية الجنوبية لن يكون ميزة في صالح الكيان لأن قدرة الحزب على توسيع دائرة النار ستكون كارثية على الكيان ومستوطنيه، بحسب صحافة العدو نفسها.

 

إن تكتم كيان الاحتلال على خسائره البشرية من الجيش والمستوطنين وفرضه حظراً على نشر أي صورة أو معلومة تخص خسائره، لن يستمر طويلاً وسوف يأتي يوم ينكشف فيه حجم الخسائر والأضرار جراء الضربات الصاروخية من لبنان.

 

وبالرغم من أن العدو لم يعترف رسمياً سوى بوقوع أضرار بمنشآت مدنية تقدر بمليار شيكل، لكن التقديرات المحلية الأخرى تحدثت عن مليارات في أضرار مباشرة في المنشآت والأبنية قبل الضربات الصاروخية التي طالت حيفا وتل أبيب.

 

المحور لم يتدخل بقوة بعد

بالرغم من مرور بضعة أيام على بدء العدوان الهمجي الإسرائيلي على لبنان لم تتدخل جبهات الإسناد بقوة بعد، وهي تعلم أن المقاومة في لبنان لديها من القوة والقدرة على الرد على العدو وإلحاق الهزيمة به، لكن دورها سيكون أكبر في الأيام القادمة سواء من العراق الذي استهدفت مسيراته مواقع الكيان في فلسطين المحتلة أم من اليمن أم سوريا، فكل هذه الجبهات على أهبة الاستعداد للدعم والمساندة وفق الحاجة وضمن سياق إدارة المعركة.

 

في الحروب لابد من وقوع دمار وارتقاء شهداء، وهي ضريبة اختارت المقاومة أن تدفعها دفاعاً عن فلسطين ولبنان وعن الأمة العربية، مدعومة بمحور اختار السيادة والدفاع عن الحقوق ورفض الرضوخ والإذعان الذي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية فرضه على العالم بحروب متنقلة من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا.

Exit mobile version