Site icon هاشتاغ

حوض المتوسط سيكون مركز التغير المناخي العالمي: موجات حر غير مسبوقة وجفاف وحرائق

مركز التغيّر المناخي

كشفت مسودة تقييم للأمم المتحدة الجمعة 6 آب/أعسطس 2021، أن منطقة المتوسط ستكون “مركز التغيّر المناخي”، إذ ستشهد تلك البلدان موجات حر غير مسبوقة وجفاف وحرائق ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.

يأتي هذا التقدير المتشائم في الوقت الذي لا تزال العديد من بلدان البحر الأبيض المتوسط تكافح الحرائق المندلعة فيها منذ أسابيع،

ويفصّل تقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المقرر نشره العام المقبل التداعيات المستقبلية للتلوث الكربوني على المنطقة، التي شهدت الأسبوع الحالي درجات حرارة تتجاوز المعدلات، فيما تكافح اليونان وتركيا وإيطاليا وألبانيا حرائق قياسية.

ومنذ الأسبوع الماضي، طالت الحرائق المدمرة العديد من المناطق الجنوبية في تركيا، من ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية، وأعلنها الرئيس التركي في وقت سابق “مناطق منكوبة”.

فيما اندلع أكثر من 200 حريق في عدة مدن ومقاطعات في إيطاليا، من بينها صقلية وبوجليا وكالابريا ولاتسيو، وينتشر العديد من حرائق الغابات في مساحات مختلفة من إيطاليا، وخاصة المناطق الجنوبية منها. وذكرت تقارير إعلامية محلية أن آلاف الهكتارات من الأراضي في جزيرة صقلية وكالابريا وبوغليا وكامبانيا قد تحولت إلى رماد خلال الأسابيع والأيام الماضية.

أما في اليونان، فقد اندلعت الحرائق، الجمعة 6 آب/أغسطس، في منطقة الغابات في منطقة فاريبومبي التابعة لأخارنيس بالقرب من العاصمة اليونانية أثينا، حتى باتت تهدد الوحدات السكنية.

وأخليت الوحدات السكنية في فاريبومبي وأداماس من الأهالي، وكذلك مخيم للأطفال كإجراء احترازي نتيجة اندلاع الحريق الذي امتد إلى ثلاث نقاط مختلفة في وقت قصير، من ناحية أخرى تم الإبلاغ عن اندلاع حرائق في غابات شبه جزر أغريبوز، وميسينيا، ولاكونيا وجزيرة إيستانكوي.

وفي الثاني من آب الجاري، اندلعت الحرائق في اليونان في منطقة أخايا، وجزيرة رودس ومنطقة أفروس على الحدود التركية. وكذلك اندلع حريق في 27 تموز في ستاماتا، التابعة لبلدية ديونيسوس بالقرب من العاصمة أثينا، وامتد إلى مناطق سكنية.

وفي ألبانيا كذلك، تأثرت البلاد من حرائق الغابات التي أصابت العالم، حتى أصبح من الصعب السيطرة عليها، خاصة في شبه جزيرة قارا بورون على ساحل البحر الأدرياتيكي.

وأفادت الأنباء في ألبانيا أن رجال الإطفاء ليس لديهم الأدوات والمعدات اللازمة لمكافحة الحرائق التي انتشرت في قسم كبير من شبه الجزيرة، وذلك بسبب شدة انحدارها مع سرعة الرياح التي أدت إلى انتشار الحريق بسرعة.

وأعلن الرئيس الألباني إيلير ميتا أن الوضع غير مستقر إلى الآن، وأنهم سيتجهون إلى طلب المساعدة بموجب آلية الحماية المدنية الأوروبية.

وبالعودة إلى مسودة تقييم الأمم المتحدة، فإن سكان منطقة البحر الأبيض المتوسط البالغ عددهم أكثر من نصف مليار يواجهون “مخاطر مناخية مترابطة للغاية”.

وجاء في التقييم أن “دواعي القلق تشمل مخاطر على صلة بارتفاع منسوب البحر وخسارات في التنوع الإحيائي البري والبحري، ومخاطر مرتبطة بالجفاف وحرائق الغابات وتغيّر دورة المياه وإنتاج الغذاء المعرّض للخطر والمخاطر الصحية في المستوطنات الحضرية والريفية، جرّاء الحرارة الشديدة وتبدّل ناقلات الأمراض”.

وتتوقع المسودة أن ترتفع درجات الحرارة في أنحاء المتوسط أسرع من المعدّل العالمي في العقود القادمة، ما يهدد قطاعات الزراعة والثروة السمكية والسياحة التي تعد حيوية للغاية.

وسيواجه عشرات ملايين السكان الإضافيين خطراً متزايداً جرّاء شح المياه والفيضانات والتعرّض لدرجات حرارة شديدة قد تكون مميتة، بحسب التقرير.

وقبل تقرير الأمم المتحدة، نشرت شركة ماكينزي الأمريكية للاستشارات الإدارية العام الماضي دراسة حالة لها حول مخاطر المناخ، وسلّطت الضوء على مجتمعات دول البحر الأبيض المتوسط واقتصادها. ويُظهر التحليل الذي حمل عنوان: “حوض الأبيض المتوسط بدون مناخ الأبيض المتوسط”، العواقب المحتملة لأي تغيّر مناخي على إمكانية العيش والعمل في المنطقة.

حيث قالت الدراسة إنه “بحلول 2050، كثير من أجزاء البحر الأبيض المتوسط، بما فيها الأراضي الزراعية، يتوقع أن تشهد حالة جفاف لما لا يقل عن 6 أشهر سنوياً في المتوسط، ويتوقع أن يزيد عدد الأيام شديدة الحرارة في أي عطلة شاطئية، وهو ما قد يُعرّض السياحة للخطر”.

من جهتها، تشير الأمم المتحدة أيضاً إلى أن بعض مناطق المتوسط قد تشهد تراجع غلات المحاصيل التي تنتجها الأمطار بنسبة 64%، بناء على مدى السرعة التي تتمكن البشرية من خلالها من ضبط انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة.

ويفيد التقرير بأن 71% من إجمالي الناتج الداخلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا معرّض لضغط ناجم عن شح المياه بدرجة عالية جداً، كما أن الأمر ذاته يؤثر على 61% من سكان المنطقة.

ويتوقع أن تزداد مساحة الغابات المحترقة بنسبة تصل إلى 87% في حال ارتفعت درجات الحرارة على سطح الأرض لدرجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وبنسبة تصل إلى 187% في عالم ترتفع الحرارة فيه بثلاث درجات مئوية.

وأدى الاحترار العالمي حتى الآن إلى ارتفاع حرارة الكوكب بـ1,1 درجة مئوية. وفيما لا يتوقع أن تكون المنطقة الأكثر تأثراً بارتفاع درجات الحرارة في العالم، تصنّف مسودة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ منطقة المتوسط على أنها “مركز التغيّر المناخي”.

ويخلص التقييم، وهو الأشمل، إلى أن الحد من الاحترار العالمي ليبقى ما دون درجتين مئويتين (الهدف الأساسي لاتفاقية باريس الموقعة عام 2015) وحده قادر “على الأرجح على المحافظة على المستوطنات الساحلية ومواقع التراث الثقافي والأنظمة البيئية البرية وفي المحيطات، بوضع قابل للحياة في معظم أجزاء حوض (المتوسط)”.

ورغم أنه يصعب تحميل درجات الحرارة المرتفعة المسؤولية المباشرة عن الحرائق كتلك التي تشتعل في اليونان وتركيا، فإن موجات الحر والجفاف التي يسببها التغيّر المناخي تزيد احتمالها.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version