الأربعاء, أكتوبر 16, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةكلام الناسخطة طوارئ خضراء

خطة طوارئ خضراء

هاشتاغ-ديانا جبور

بلاد مكفهرة؟

يقال السماء مكفهرة ، أما عندنا فيتحول التراب إلى رمل وغبار يصفع الأوجه ويعلق في الحلوق ويسد منافذ الأنوف.. لتصبح البلاد غبراء.. تتحول من الرمادي صباحاً إلى أصفر محمر مثل عصارات معدة محمضة بعد الظهر.. مثل مراراتنا، محتقنة توشك على الانفجار أو تسميمنا بهدوء قاتل محترف.

نعم هي البلاد مكفهرة ولا نجاة .

في الشارع الوجوه كالحة.. أو استعراضية شامخة وشامتة بك أنت الصغير الذي لم تعرف كيف تدبر رأسك.

بيتك ملاذك الآمن وحضنك الدافئ ؟

يا لها من نكتة سمجة ممجوجة تستحق التصويب بمعنى التصحيح، بعد أن صوبت علينا طويلا .

منازلنا ليست بالحضن الدافئ بل هو ساخن وأحيانا يغلي بالمعنيَين المجازي والحرفي.. ولا شيء يبرده. لانسمة عليلة من هواء بلادي اللاخضراء، ولا من جهاز التكييف وقد بات قطعة إكسسوار يشتاق إلى الكهرباء.

حر .. لا تخطئوا الفهم .. درجة الحرارة هي المقصودة وليست الحرية كمفهوم ومطلب.

حر لا يتناسب معه أن نقول معه موجة حر .. الموجة يمكن مهما طالت واستطالت أن تمتد لأيام لكن هاهو الأسبوع الرابع يطوينا ويكوينا ويحممنا بمائنا فلا يغسلنا ولا ينظفنا.. لأنه الاستحمام بالعرق ولاتقرفوا.

إذاً ليست موجة حارة. هي بلاد حارة .. باتت بلادنا حارة رملية جرداء قاحلة.

الموجة الحارة تقصف غصناً عن فرعه، لكن استمرارها يغير من مواصفات التربة وطبيعتها ويئد أنواعاً ويمحوها من الخارطة السورية.

لا حل؟

قد يبدو القادم أسوأ إن استمر غيلان الاستثمارات العقارية بالتمدد على حساب المساحات الخضراء. الغريب أنهم يتمددون حصراً باتجاه الغطاء الأخضر ويتركون القفار الفقيرة على حالها.

الأسوأ قادم إن استمرت سياسة التجويع ورفع أسعار الطاقة ما يعمم ويشرعن سياسة ( دبر راسك)، أو على مبدأ عشيقة السيد لويس الخامس عشر ( السادس عشر زاد على سلفه فحشاً وتسبب بالثورة الفرنسية) والتي أطلقت صيحتها المرذولة: “أنا ومن بعدي الطوفان” .. صحيح أن الطوفان لن يأتينا لكن ما ظنناه زيارة أرضية خاطفة لعوالم الجحيم سيصبح سمة حياتنا .

كنا نتندر على الصومال .. لكن وللعلم عندما توفرت الإرادة السياسية تم تخفيض نسبة الأمية خلال عامين من 78% إلى 16%..

بإرادة حقيقية، ولتكن أشبه بخطة طوارئ خضراء يمكن ترميم الخضار المنسحب من حياتنا ووقف تصحر أرضنا وحيواتنا.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة