الأحد, ديسمبر 22, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباركانت ثالث مورد للخزينة.. دباغون يقترحون إنعاش قطاع الصناعات الجلدية باستيراد...

كانت ثالث مورد للخزينة.. دباغون يقترحون إنعاش قطاع الصناعات الجلدية باستيراد الجلود من الدول العربية

هاشتاغ _ نور قاسم

قال رئيس لجنة الجلود في غرفة تجارة دمشق محمد خير درويش في تصريح خاص لـ”هاشتاغ” إنهم بانتظار موافقة الفريق الاقتصادي على اقتراح الدباغين لاستيراد جلود الغنم والبقر الخام من الدول المجاورة، والتي لا تستخدمها في الصناعات الجلدية كما هو الحال في سوريا، ومن ثم الموافقة على تصدير المنتَج النهائي من الصناعات الجلدية السورية على اختلاف أنواعها سواء الأحذية أو الألبسة المرغوبة في الأسواق سواء العربية أو غيرها لجودتها وعراقتها، مشيراً إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تحقق وارد ضخم إلى البلد.

تراجع ثالث مَورِد للخزينة..

قال “درويش” إن قطاع الصناعات الجلدية يعاني من الجمود بعد أن كانت الصناعة السورية رائدة عالمياً فيه، ناهيك عن أنها كانت ثالث مورِد لخزينة الدولة السورية بعد القمح والنفط.

وأشار إلى أن التراجع في هذه الصناعة يعود إلى الانخفاض الكبير بالذبح في المسالخ مقارنةً مع الفترة التي سبقت الحرب، حيث كان المسلخ حينها يذبح خمسة آلاف رأس من الغنم والبقر، في حين أنه انخفض حالياً إلى ما بين مئتين إلى ثلاثمائة رأس في اليوم الواحد، مما أدى إلى الضرر في قطاع الجلود بشكل كبير.

استيراد الجلود الخام..

تساءَل  “درويش” لماذا لا تستفيد سوريا من تلك المواد الأولية في الدول المجاورة، والتي يتخلص أصحاب المسالخ فيها من جلود الحيوانات المسلوخة بدلاً من صناعتها؟.

وبيّن “درويش” أن الصناعات الجلدية في كل من السودان، العراق، الإمارات ولبنان والدول الإفريقية فقيرة جداً،  وبالمقابل ذبح القطعان فيها يقدر بالآلاف يومياً، وبذلك تتم تغطية الفاقد من المادة الأولية في السوق، والذي يعود إلى التناقص الواضح في ذبح الإنتاج الحيواني.

وشرح “درويش” أن سبب الاهتمام السوري بقطاع الجلود مقارنةً مع باقي الدول يعود إلى عراقة مهنة الدباغة المتوارثة من الأجداد، ناهيك عن أن الدباغ السوري من أعرق الدباغين في العالم، ولاسيما أن بعضهم حاز سابقاً على جوائز عالمية في الصناعة الجلدية.

إيجابيات الاستيراد..

أوضح “درويش” أنه في حال تمت الموافقة على هذا المقترَح الذي قُدِّم العام الفائت إلى الفريق الاقتصادي، فسينتج عنه عدة إيجابيات سواء كان من ناحية الموارد الكبيرة إلى البلد لأن الصناعات الجلدية السورية موثوقة ومرغوبة عربيا وعالمياً، إضافةً إلى دوران عجلة الإنتاج في هذا القطاع بعد تعرضه للجمود لسنوات عديدة وبالتالي تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة، ناهيك عن توفر ألبسة وأحذية جلدية جودتها عالية وبأسعار منخفضة بسبب الفائض في الأسواق منها، وأيضاً إعادة الاكتفاء الذاتي للبلد بهذا القطاع.

عقبات الدباغة..

لفت رئيس لجنة الجلود في غرفة تجارة دمشق محمد خير درويش إلى أن هنالك العديد من العقبات التي تواجه الدباغة في سوريا سواء قبل الأزمة أو بعدها، وبدأت الصعوبات بقرار نقل المدابغ من دمشق إلى ريف دمشق في عدرا العمالية قبل بدء الحرب على سوريا بحوالي ثلاث سنوات.

وواجه الدباغون حينها عراقيل عديدة، وخاصةً تلك الورش الصغيرة التي كانت تعمل بطرق بدائية غير أنهم كانوا يلبون حاجة السوق.

وتكمن هذه العراقيل في بُعد المسافة في عدرا العمالية والتي تقدَّر بخمسين كيلو متراً مقارنةً مع المسافة القصيرة عندما كانت الدباغات في الزبلطاني والتي لا تتجاوز 1 إلى 2 كيلو متر الأمر الذي أدى إلى نقص في العمالة بهذا المجال، ناهيك عن أن المياه المتوفرة في دمشق صالحة للشرب، وتالياً فهي مناسبة لغسل الجلود، في حين أن المياه في الريف مالحة وكبريتية غير صالحة لعمل الدباغة، الأمر الذي أدى إلى اضطرار الدباغين لشراء الصهاريج، والصهريج الواحد للمياه يكلف حوالي 180 إلى 190 ألف ليرة، والدباغة تحتاج إلى صهريج أو صهريجين من المياه يومياً.

ولفت “درويش” إلى أن مثل هذه العراقيل سواء المياه أو النقل أو المحروقات دخلت في كلف الإنتاج مما انعكس على سعرها في الأسواق المحلية.

مقالات ذات صلة