Site icon هاشتاغ

دون مقدمات.. نتنياهو يقيل غالانت ويعين كاتس وزيرا للدفاع

في قرار مفاجئ أثار ضجة كبيرة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس في منصب وزير الدفاع، كما عين غدعون ساعر وزيرا جديدا للخارجية.

 

وأرجع نتنياهو قراره إلى “أزمة ثقة” متزايدة بينه وبين غالانت، موضحا في بيان له أن “أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.

 

وأكد نتنياهو أن هذا التغيير يهدف إلى تحسين انسجام مجلس الوزراء، معربا عن ثقته بأن تعيين كاتس سيجعل الحكومة أكثر تكاملاً.

 

وقد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مكالمة الإقالة بين نتنياهو وغالانت استغرقت ثلاث دقائق فقط، فيما نقل موقع “واللا” عن مقربين من نتنياهو قولهم إن رئيس الوزراء يعتزم أيضاً إقالة رئيس أركان الجيش ورئيس جهاز “الشاباك”.

 

وتأتي إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت لتضيف مزيدا من التوتر إلى المشهد الإسرائيلي الداخلي، وسط انتقادات واسعة لنتنياهو من قبل المعارضة والمجتمع الأمني، الذين يرون أن القرار يهدد أمن “إسرائيل” ويعكس إصرار نتنياهو على التضحية بالاستقرار السياسي والعسكري من أجل مصالحه السياسية.

 

ومع تصاعد الاحتجاجات الداخلية والتحذيرات الأميركية، يبدو أن “إسرائيل” ستظل تواجه تداعيات هذه الإقالة لفترة ليست بالقصيرة، بينما يحاول نتنياهو مواجهة الضغوط المتزايدة التي يواجهها من الداخل والخارج على حد سواء.

 

خلفيات وتداعيات إقالة غالانت

تأتي هذه الإقالة بعد نحو عام ونصف من قرار سابق لنتنياهو بإقالة غالانت، حيث أقاله حينها على خلفية انتقاده للتعديلات القضائية المثيرة للجدل.

 

إلا أن نتنياهو اضطر للتراجع عن قراره تحت وطأة احتجاجات شعبية حاشدة في “إسرائيل” شارك فيها مئات الآلاف من الإسرائيليين، ما عكس حجم الغضب الشعبي آنذاك.

 

ردود فعل غاضبة

أثار الإعلان عن إقالة غالانت ردود فعل غاضبة في الأوساط الإسرائيلية، حيث نزل المئات من المحتجين إلى شوارع تل أبيب وأغلقوا محور أيالون احتجاجاً على القرار.

 

وفي أول تعليق له على إقالته، قال غالانت إن “أمن إسرائيل كان وسيبقى رسالته في الحياة”.

 

من جهته، وصف زعيم المعارضة يائير لبيد الإقالة بأنها “عمل جنوني”، مضيفاً أن “نتنياهو يبيع أمن إسرائيل وجنود الجيش من أجل بقائه السياسي”.

 

كما علّق العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قائلاً إن الإقالة سياسية بحتة وعلى حساب أمن الدولة.

 

فيما رأى أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أن استبدال وزير الدفاع في خضم الحرب يعني أنه بالإمكان أيضاً استبدال رئيس الوزراء.

 

قلق أمني

صرّح مسؤولون أمنيون لهيئة البث الإسرائيلية بأن إقالة غالانت في هذا التوقيت “قرار غير مسؤول”، مشيرين إلى أن “إسرائيل” تواجه تهديدات جدية تتطلب استقراراً في القيادة العسكرية.

 

وحذر مصدر أمني من أن “نتنياهو اختار السياسة بدلاً من أمن الدولة”، وأن إقالة وزير دفاع في خضم الحرب قد تعرض “إسرائيل” لخطر غير مسبوق.

 

بدورها، اعتبرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أن هذه الإقالة تمثل استمراراً لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة المخطوفين، فيما دعا يائير غولان، رئيس حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، المواطنين إلى النزول إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم للقرار.

 

ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أشار أحد المسؤولين إلى أن غالانت “تم التضحية به على مذبح قانون الإعفاء من التجنيد”.

 

مواقف متباينة

فيما قابلت أطراف واسعة القرار بالرفض، هنأ وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير نتنياهو على هذه الخطوة، قائلاً إن إقالة غالانت كانت ضرورية لتحقيق “النصر الكامل”، وفق تعبيره.

 

واشنطن تراقب وتحذر

على الرغم من انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات الرئاسية الجارية، إلا أن مسؤولين أميركيين نقلوا عن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وصفهما إقالة غالانت في أثناء الحرب بـ “الجنون”.

 

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إن واشنطن ستتعامل مع أي شخص يتولى منصب وزير الدفاع في “إسرائيل”، إلا أن غدعون ساعر، الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية، لن يتمتع بالعلاقة الوثيقة ذاتها مع واشنطن كما كان غالانت.

 

استعدادات أمنية في القدس

في ظل الاحتجاجات المتوقعة، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد من إغلاق الشرطة للطرق وتحويل حركة المرور في شارع غزة قرب مقر رئيس الوزراء نتنياهو في القدس.

 

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الشرطة وضعت حواجز وأرسلت قوات إلى المكان استعدادا للاحتجاج المتوقع أمام مقر نتنياهو، في خطوة تعكس حالة التوتر التي أثارتها إقالة غالانت.

Exit mobile version