Site icon هاشتاغ

أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية.. رحيل السنوار يطرح تساؤلات حول مستقبل “حماس”

رحيل السنوار يطرح تساؤلات حول مستقبل "حماس"

رحيل السنوار يطرح تساؤلات حول مستقبل "حماس"

يعد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الذي أعلنت “إسرائيل” استشهاده الخميس، رمزا لقوة الصمود الفلسطيني.

وقبل توليه الزعامة، تحدث السنوار في مناسبات مختلفة عن نشأته الصعبة في قطاع غزة، وعن طفولته في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وفي رواياته، كان يتحدث عن والدته التي كانت تحيك له الملابس من الأجولة التي تُستخدم لنقل المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة، وهي تفاصيل نقلها وسام إبراهيم، أحد سكان غزة الذين التقوا به.

في سيرة ذاتية كتبها خلال سنوات سجنه الطويلة في السجون الإسرائيلية، وصف السنوار مشاهد الدمار التي خلفتها القوات الإسرائيلية في المنازل الفلسطينية وكأنها وحش يسحق عظام فريسته.

مشاعر الصمود والغضب التي عاشها في تلك الفترة صقلت شخصيته وجعلته أكثر شراسة في مواجهة الاحتلال، خاصة بعد أن انسحبت “إسرائيل” من قطاع غزة عام 2005.

ولم يكن السنوار مجرد قائد عادي، بل كان شخصية صارمة حازمة، عُهد إليه بمهمة معاقبة الفلسطينيين المتهمين بالتجسس لصالح “إسرائيل”، وهو ما أكسبه سمعة قوية وشهرة واسعة بين أبناء شعبه.

استمر في تعزيز مكانته كبطل شعبي، بعد أن قضى 22 عاما في السجون الإسرائيلية إثر اتهامه بالتخطيط لاختطاف وقتل جنود إسرائيليين وأربعة فلسطينيين.

بعد الإفراج عنه، سارع السنوار إلى الارتقاء في صفوف قيادة “حماس”، حتى أصبح في نهاية المطاف زعيما للحركة.

ووفقا لأربعة صحفيين وثلاثة مسؤولين في “حماس”، كان السنوار محبوبا من قبل سكان غزة بفضل تفهمه للواقع المضني الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، على الرغم من سمعته كشخصية مهيبة وصارمة.

ولم يكن السنوار مجرد قائد عسكري، بل كان مهندس إستراتيجية “حماس” وقدراتها العسكرية، والتي عززها من خلال علاقاته الوثيقة مع إيران.

وزيارته إلى طهران في عام 2012 كانت بمثابة نقطة تحول، حيث عمّقت تلك العلاقات القدرات العسكرية لحماس ودفعت بالحركة إلى مستويات غير مسبوقة من القوة.

وقبل الهجوم الكبير الذي أشرف عليه في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لم يخفِ السنوار طموحه في توجيه ضربة قوية إلى “إسرائيل”.

وفي خطاب ألقاه العام السابق، تعهد بإرسال “طوفان” من المقاتلين والصواريخ إلى إسرائيل، ملمحا إلى حرب شاملة قد تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، أو تعزل “إسرائيل” على الساحة الدولية.

في حينه، كان السنوار وزعيم الجناح العسكري لحماس، محمد الضيف، قد وضعا خططا سرية للهجوم، بل إن التدريبات العلنية التي أجرتها “حماس” كانت تحاكي بشكل واضح السيناريوهات التي تم تنفيذها لاحقا في الهجوم.

رحيل السنوار يطرح تساؤلات حول مستقبل الحركة، خاصة بعد أن أصبح أحد أبرز رموز المقاومة الفلسطينية، إذ يمثل استشهاده خسارة كبيرة للحركة التي كانت تعتمد على صلابته وحنكته في قيادة الصراع مع “إسرائيل”.

Exit mobile version