قال الرئيس السوري بشار الأسد إن دمشق أيدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لأن روسيا حليف لسوريا، وهذا الحليف يتعرض لحرب.
و أكد الأسد: نستطيع أن ننظر إلى روسيا من زاويتين: زاوية الحليف الذي إذا انتصر في معركة، أو إذا أصبح موقعه السياسي على الساحة العالمية أقوى فهذا مربح لنا.
مضيفاً: من زاوية أخرى أنّ قوة روسيا اليوم تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود ولو كانت استعادة جزئية، وهذا التوازن الذي ننشده ينعكس بالدرجة الأولى على الدول الصغرى، وسوريا واحدة منها.
وقال الأسد إن البعض يتحدث عن هذه الحرب ويضعها في إطار نهاية نظام القطب الواحد الذي يفترض البعض بأنه ابتدأ بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
واعتبر الرئيس السوري أن هذا الكلام غير دقيق، وفيه جزء من الصحة إذا تحدثنا عن موضوع حلفين وارسو وشمال الأطلسي وغياب أحد الأحلاف.
وأضاف الأسد أن نظام القطب الواحد ابتدأ بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تجسدت بمؤتمر بريتون وودز الذي جعل الدولار هو قائد العالم من الناحية النقدية.
وأشار إلى أن موضوع النتائج الاقتصادية لهذه الحرب وفي مقدمتها وضع الدولار، “فإذا استمر الدولار حاكماً للاقتصاد العالمي بغض النظر عن نتائج الحرب فلن يتغير شيء”.
ولفت الأسد إلى أن موضوع الدولار هو ليس ابتزازاً، وإنما سرقة، لأنّ التعهد الأمريكي كان بعد الحرب العالمية أن يكون هذا الدولار يعبّر عن رصيد من الذهب، وفي بداية السبعينيات أيام نيكسون، قررت الولايات المتحدة أن تفصل الدولار عن الذهب، وبالتالي أصبح عبارة عن ورقة ليس لها قيمة.
واعتبر أن الولايات المتحدة تشتري كلّ ما تريد من كلّ العالم بورقة من دون قيمة، وهذا سرقة، وهذه السرقة تنطبق على كلّ العالم. اليوم زادت الولايات المتحدة سعر الفائدة وبالتالي كلّ العملات الأخرى انخفضت، وتأثرت الدول الأضعف اقتصادياً.
وشدد الأسد على أن الدولار هو وسيلة للحصار، طالما أنّ الدولار هو عملة عالمية، وطالما أنّ هذا الدولار يمر عبر البنوك الأمريكية أوما يسمى الاحتياطي الفدرالي الأمريكي فأنتِ تحت سلطة هذا الدولار، وبالتالي كلّ مستقبلك كدولة، كبلد، كشعب، كمجتمع، كاقتصاد، هو تحت رحمة أمريكا، ومن دون هذا الدولار أمريكا لن تكون دولة عظمى بأيّ حال من الأحوال.