كشفت الصحافة الإسرائيلية أن الصاروخ اليمني الفرط صوتي الذي ضرب تل أبيب قبل يومين متخطياً الدفاعات الجوية الإسرائيلية على تعدد مسمياتها قاطعاً مسافة تزيد على 2000 كم، أثار موجة جديدة من القلق والهلع داخل الكيان بسبب الفشل القاتل في كشف الصاروخ قبل وصوله إلى أجواء فلسطين المحتلة أو حتى اعتراضه في أجوائها.
ويعزو الخبير العسكري اللواء الدكتور سليم حربا نجاح الصاروخ اليمني في الوصول إلى هدفه داخل الكيان إلى “مواصفات الصاروخ الفرط صوتي الفنية وتمتعه بسرعة تفوق 10 ماخ في الساعة( نحو12 ألف كم بالساعة) إضافة إلى امتلاكه وسائل تشويش فعّالة تمنع الكثير من محطات الرادار من اكتشافه” من جهة، ولأسباب تتعلق أيضاً “بانخفاض كفاءة وسائط الدفاع الجوي الإسرائيلي سواء مقلاع داؤود أم القبة الحديدة” التي ظهر جلياً “إخفاقها وفشلها في الكشف المبكر للصاروخ خارج فضاء فلسطين المحتلة وعجزها عن التصدي له على الرغم من إطلاق نحو 30 صاروخاً مضاداً للصواريخ”.
لاتمتلكه سوى الدول الكبرى
ويوضح الخبير العسكري لـ “هاشتاغ”.. أن نجاح الصاروخ في الوصول إلى هدفه وضربه بالقرب من مطار بن غوريون شكّل مفاجأة كون هذا النوع “لا تمتلكه إلاّ الدول العظمى” الأمر الذي يضع “الكيان الإسرائيلي أمام تحدٍّ استراتيجي كبير سيما وأن جبهات إسناد محور المقاومة جميعها تعتمد على منظومات الصواريخ متعددة الأمدية والمهام والطبقات من الصواريخ العادية إلى المجنحة إلى البالستية إلى الفرط صوتية”.
خلال أقل من دقيقة يصل من أي منطقة لبنانية
ويرى اللواء حربا أن “بديهية الحساب والتحليل تقول إن جميع أطراف وجبهات محور المقاومة تمتلك مثل هذه الصواريخ”، وهذا يعني “انكشاف العمق العملياتي الاستراتيجي للكيان الإسرائيلي بعد أن تهتّك العمق التكتيكي على كامل الجبهات، ويعني أيضاً أن الجغرافيا سقطت وأصبحت جبهات الإسناد مهما ابتعدت براً وبحراً قادرة على الفعل وإيلام العدو في عمقه وقلبه”.
ويضيف.. “إذا كان هذا الصاروخ يستغرق 11 دقيقة ونصف من اليمن فهو يحتاج إلى أقل من دقيقة من أي نقطة من جغرافيا لبنان، وإلى دقيقة أو أقل من دقيقتين من أي منطقة سورية ونحو دقيقة إلى دقيقتين أو أكثر بقليل من العراق”.
أمواج وأفواج في حال توسعت الحرب
ذكر الإعلام الإسرائيلي أن الصاروخ اليمني أدخل ما يزيد على مليوني ونصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى الملاجئ، فكيف سيكون الحال في معركة فيها مئات وآلاف الصواريخ تستهدف الكيان؟
وعن هذا الأمر يقول الخبير العسكري اللواء حربا “إذا كان هذا الصاروخ المنفرد أحدث هذا الإرباك والعجز والخوف والفشل في الكيان الإسرائيلي فما بالكم بأمواج وأفواج من هذه الصواريخ في حال توسعت الحرب؟”، مضيفاً أنه سؤال “يشكل تحدياً وجودياً لكيان العدو ويردعه ويلجمه وربما هذه الرسالة مركبّة للكيان الإسرائيلي والرؤوس الحامية فيه التي تهدد وتهوّل وحتى أيضاً للولايات المتحدة الأمريكية الراعي والشريك الرسمي في العدوان على فلسطين وفي الإبادة في الحرب على غزة والضفة”.
شتاء صاروخي
يتساءل الدكتور حربا أنه في حال وسعت “إسرائيل” الحرب “هل تستطيع أن تتحمل شتاء صاروخياً من دول وساحات وجبهات محور المقاومة والذي يمثل جحيماً نارياً للكيان؟”.
ويضيف أن المقاومة في غزة والضفة وجبهات الإسناد وتحديداً جبهة جنوب لبنان “استطاعت حتى الآن أن تهجّر ما يزيد على 300 ألف مستوطن من غلاف غزة وشمالي فلسطين إلى داخل الكيان” و”دفع نحو مليون ونصف المليون مستوطن إسرائيلي إلى الآن للهجرة خارج فلسطين باعتراف وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها، أي أن المرجح أيضاً أن غالبية هؤلاء لن تعود مرة أخرى”.
وتساءل ماذا سيكون عليه “وضع الكيان عند تنفيذ موجات من هذه الصواريخ ناهيك عن الأسلحة الأخرى والوسائط والتكتيكات الأخرى من الطيران المسير الانقضاضي والأعمال الخاصة للقوات البرية والبحرية في كل محور المقاومة؟”.
ويشير اللواء حربا إلى أن ما قدمته متوالية الهدهد وعماد 4 تؤكد أن “كل محور المقاومة وساحاته وجبهاته تمتلك المعلومة الدقيقة لكل الأهداف العسكرية والاقتصادية والحيوية بغض النظر عن طبيعتها ومسمياتها داخل الكيان الإسرائيلي وتملك السلاح المناسب والإمكانية والقدرة لاستهدافها وإيلام العدو استراتيجياً بل وجودياً إذا تغوّل أكثر وقامر وتهور”.
اليمن جبهة إسناد فعّالة
يؤكد اللواء حربا أن اليمن أصبح جبهة إسناد فعّالة “لضرب كيان العدو في عمقه” بما يمتلكه من أسلحة متطورة بتقنيات عالية إضافة إلى ما يمتلكه من قوة بحرية وبرية وإرادة شعبية، موضحاً أن الصاروخ هو من “المفاجآت التي وعد بها اليمن وأوفى بها” “وأعتقد أننا مازلنا في بداية الطريق للمفاجآت والقادم أعظم وأوجع وأوقع على العدو”.
رواية إنزال مصياف مسرحية هوليودية
يرى الخبير العسكري اللواء حربا أن رواية الإعلام الغربي المعادي التي جرى تسويقها وترويجها في أعقاب العدوان الإسرائيلي على منطقة مصياف قبل أيام عن عملية إنزال هي “مجرد محاولة رخيصة لإحباط الشارع ورفع معنويات العدو”.
وقال.. “ما أشيع وتمت محاولة تسويقه عن فيلم هوليودي لإنزال إسرائيلي مفترض في مصياف مترافق مع العدوان الإسرائيلي الجوي على المنطقة من أجواء لبنان، هو عبارة عن فيلم هوليودي أبطاله طرزانات وغراندايزر ومسرحه بلاي ستيشن (Play station) “.
وأضاف أن هذه المسرحية هي “محاولة رخيصة من ط الإعلام العبري سواء الناطق بالعبرية أم العربية لإحباط الشارع السوري والتأثير على الحالة الشعبية والصامدة للمقاومة وبيئتها الشعبية ورفع معنويات كيان العدو الذي يترنح تحت وطأة الفشل العسكري وعدم تحقيق الأهداف، وضربات المقاومة من المسافة صفر إلى العمق الاستراتيجي سواء في غزة أم في الضفة أوط جبهات الإسناد وهذا ما نراه ونسمعه اليوم من محاولة تهميش وتسخيف هذه الضربة على تل أبيب.”
ويعدّ اللواء حربا أن “الصدع والهلع الذي أصاب كيان الاحتلال من الصاروخ اليمني المنفرد هو خير جواب على روّاد الكذب والدجل ونفاق التحليل لأفلام الإنزال والخطف والتهويل والحصول على وثائق وكل هذا الفيلم الهوليودي”.