Site icon هاشتاغ

طبيب يشرح لـ”هاشتاغ” عن مرض “كاواساكي”: هذه أعراضه و طرق علاجه

هاشتاغ – يارا صقر

يعتبر مرض كاواساكي “kawasaki” من الأمراض النادرة، وهو أحد أكثر اضطرابات الالتهابات الوعائية شيوعاً عند الأطفال.

يقول الدكتور سليمان سليمان اختصاصي أمراض القلب عند الأطفال، إن داء كاواساكي “kawasaki” هو التهاب الأوعية الدموية الحاد، حيث يصيب الأوعية الدموية الصغيرة متوسطة القطر لمختلف أعضاء الجسم، وخاصة الشرايين الإكليلية، وتعود التسمية نسبة للطبيب الياباني توميساكو كاوساكي الذي اكتشف المرض عام 1967.

ويوضح سليمان في حديثه لـ”هاشتاغ” أن هذا المرض يصيب جميع الأعراق وهو موجود في كل دول العالم، إلا أن نسبة انتشاره في اليابان وشرق آسيا أكثر من بقية دول العالم.

كما احتل المرض في العقود الأخيرة المرتبة الأولى من بين الأمراض القلبية المكتسبة عند الأطفال، “إذ حلَّ مكان الحمة الرثوية التي كانت سائدة سابقا”. بحسب الأخصائي.

ويشرح سليمان أنه في السنتين الأخيرتين ومع ظهور فيروس كورونا أصبحنا نكتشف حالات أكثر لهذا المرض عند الأطفال، ولذلك يعتبر كورونا عامل مؤهب للإصابة بالمرض، حيث أنه يصيب الأطفال الصغار، وتكون 80 بالمئة من الإصابات أقل من 5 سنوات و50 بالمئة من الإصابات تكون الأعمار أقل من سنتين. مشيرا الى أنه يصيب الذكور أكثر من الإناث.

ويقول سليمان :”لا يزال سبب هذا المرض غير واضح و غير معروف بالضبط، ولكن أكثر الدراسات والبحوث تقول إنه مرض مناعي ويُحرَّض بداية بإنتان فيروسي فيحدث خلل في الجهاز المناعي”.

ويقول سليمان إنه من الملاحظ أن هناك استعداد جيني عائلي للإصابة، فقد تحدث الإصابة بنسبة أكبر عند بعض العائلات”.

ويؤكد أخصائي أمراض قلب الأطفال، أن مرض كاواساكي هو مرض غير معدي و يؤدي لوفاة الطفل بنسب قليلة نتيجة اختلاطات قلبية وعلى رأسها الشرايين الإكليلية.

أعراض “كاواساكي”

من العلامات الأولى – يوضح سليمان – لوجود كاواساكي هو ارتفاع الحرارة الفجائي إلى 40 درجة مئوية واستمرارها خمسة أيام أو أكثر وترافقها مع أربعة أعراض من خمسة أعراض أولها:

أولا: تغيرات في الأطراف العلوية والسفلية حيث نشاهد توزم وتورم واحمرار في راحة اليدين والقدمين، والتي تبدأ بالتقشر بعد ثلاثة أسابيع من بداية المرض.

ثانيا: التهاب في ملتحمة العين بدون مفرزات عينية أو ألم.

ثالثا: احمرار في الغشاء المخاطي والبلعوم واللسان يصبح مثل لون الفراولة وقد نلاحظ تشقق وجفاف في الشفاه.

رابعا: اعتلال في العقد اللمفاوية الرقبية.

خامسا: طفح على مناطق متعددة في الجسم ومتعددة الأشكال، خلال الأسبوع الأول قد تكون شبيهة بالحمى القرمزية أو الشري.

وينوه سليمان إلى أن الحرارة قد تستمر لمدة عشرة أيام وقد تصل إلى شهرين “اذا لم تتم المعالجة”.

كما قد يراجع الطفل المراكز الطبيه بعد زوال أغلب الأعراض عنه وهذا أمر مربك جداً في عملية التشخيص لذلك ينصح بالمتابعة السريعة. على حد تعبيره.

ويتابع سليمان في نفس السياق بأنه مع الإصابة بالمرض قد تصاب أعضاء؛ وخاصة الجهاز القلبي الوعائي، الذي يجب كشفه سريعا لأهميته البالغة.

وتظهر الإصابة القلبية بعدة أشكال ومنها:
انصباب تامور، التهاب عضلة قلبية، قصور دسامات تاجية وقصور قلب وغيرها من المشاكل.. وخاصة خطر الشرايين الإكليلية والتي تكون على شكل توسعات، خثرات، أمهات الدم، تضيقات.

في حين تحدث الإصابة عند 20إلى 25 بالمئة من المرضى، وتؤدي إلى اختلاطات مميتة كاحتشاء العضلة القلبية. بحسب الدكتور سليمان.

ويضيف سليمان أن خطر إصابة الشرايين الإكليلية تبدأ من نهاية الأسبوع الأول وحتى الأسبوع الثاني من بداية المرض.. وهناك أعضاء أخرى ممكن أن تصاب.

حيث قد يحدث التهاب المفاصل، التهاب الجهاز المعوي والتي تؤدي الى اسهالات وإقياءات، التهاب كبد، إصابة رئوية.. التهاب سحايا عقيم، التهاب أذن وسطى والتهاب مجاري بوليه ولكنها نادرة عموماً.

كذلك يوضح سليمان، أن التحاليل المخبرية غير وصفية، ولكنها تساعد في تشخيص المرض، ومن أهمها:
ارتفاع نسب تعداد وصيغة، CRP، سرعة التسفل، عدد الصفيحات الدموية، خمائر الكبد.. اضطراب في قيم شحوم الدم، نقص في صوديوم الدم ونقص بألبومين الدم.

ويشير سليمان إلى أنه من المؤسف وجود تشابه بين مرض كاواساكي مع العديد من الأمراض الفيروسية وغير الفيروسية.. كالحصبة والأمراض الفيروسية الغدية، الحمة القرمزية، أمراض الجلد بالمكورات المذهبة، تناذر الصدمة السمية. تناذر ستيفن جونسون، التهاب العقد اللمفاوية والتهاب المفاصل، “وبالتالي فتشخيصه ليس بالأمر السهل”.

كما يحذّر سليمان أنه في حال عدم العلاج في الوقت المناسب يحدث لـ 20 بالمئة من المرضى إصابة بالشرايين الإكليلية.

وقد يخضع المريض للمراقبة لفترات طويلة، وقد تستمر لمدى الحياة في الحالات الشديدة وتكون عن طريق تخطيط وإيكو القلب، الدوبلر والصور الظليلية للشرايين.

علاج كاواساكي

أما عن مرحلة العلاج – يوضح سليمان- أن ضرورة البدء في العلاج بالسرعة القصوى مهمة جدا.

ويتمثل العلاج بإعطاء الأمينو غلوبولين الوريدي والأسبرين الفموي هذه الأدوية.. حيث تعطى في المراحل الحادة للمرض وذلك حسب خطة متبعة.. وقد يحتاج المريض لإعطائه مضادات تخثر لفترات زمنية تختلف بإختلاف شدة إصابة الشرايين الإكليلية.

كما أن هناك خطة لمتابعة المريض بفترات زمنية مختلفة وقد تمتد لسنوات وذلك حسب شدة أذية الشرايين الإكليلية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version