هاشتاغ-زياد شعبو
عزيزي القارئ قد تشعر أن كل ما سبق وكتب في هذه الزاوية ينطلق من نفس النقطة ويصل لنفس النهاية، لاشك أننا ننعم بجمهور كرة قدم يملك وعيا كافيا ليضع إصبعهُ على نواقص نجاح هذه اللعبة في البلد، وهنا تحديداً ينتابك شعور أنك قرأت هذا الكلام سابقاً.
هنا سأضع العنوان مجدداً؛ القواعد الصحيحة هي قاعدة النجاح بكرة القدم، وكل ما يدور ونشاهده في ملاعب كرة القدم بين الأندية العالمية والمنتخبات ما هو إلا ضجيج سابق لأطفال ومراهقين وكرة قدم وملعب عشبي وسور بسيط ومدربين مختصين وجمهورهم الوحيد عائلتهم الصغيرة نمت في بيئة صحيحة ووصلت للموعد الذي ننتطره دائما لمشاهدة فريقنا الأوربي المفضل، فيكف لنا أن نصنع نفس المشهد العالمي؟
كرة القدم علم تطبيقي صحيح! البداية كانت بدائية لهذه اللعبة دون أي قوانين ثابتة تطورت، حالها كحال الفضاء حيث كنا نكتفي بالنظر إليه حتى اجتهد الإنسان بالعلم والإرادة و وصل إلى الفضاء.
لقد أصبحت كرة قدم مزيجا من علوم الإنسان التطبيقية كالاختصاصيين في التغذية واللياقة البدنية وتحليل بيانات و.. الخ.
الحظ مازال قائما ويملك الهامش بكرة القدم، لكنه لاينفي أنها علمٌ كامل يتعلمهُ اللاعب منذ الصغر كأي علم ودراسة، وهنا كان لقواعد الأندية دور المدرسة بوجود مدرس مختص يدفع الموهبة بالمثابرة وينمي العقل الفردي بالجماعية التي تشكل هوية كرة القدم الحقيقية كلعبة، ويوجه الجميع نحو هدف التفوق الرياضي، عندها سنصل حتماً ونصنع نفس المشهد بدلاً من الفرجة عليه.
خطوة متأخرة أفضل من دعسة ناقصة
بخطوات متأخرة تلوح الحلول بإشراف الاتحاد الكروي وفق استراتيجة ” طوير كرة القدم السورية ” لوضع أهداف بعيدة المدى تخطط لها وتتابعها أقسام مختصة داخل الاتحاد الكروي متل قسم تطوير البراعم أو تطوير الشباب، فلو صُرف جزء مما صُرف على المنتخبات في تأسيس قواعد اللعبة لكان الآن موعد حصاد حتماً.
ولهذا فإن أي خطة لا تعلن إنشاء الدوريات الخاصة بالفئات العمرية الأصغر ودمج الأكاديميات والمدارس الكروية الخاصة بهذا الدوري وتوسيع دائرة الدعم المادي لقواعد الأندية وتنطيم شهادات تدريب خاصة تُحسن التعامل مع هذه الفئات، مع وجود خبرات لمتابعة المواهب وتشكيل منتخبات عمرية تنال جرعات زائدة من التثقيف الكروي والمزيد من المباريات في مسابقات خارجية، وكل ذلك لابد أن يترافق مع بنية تحتية و فنية على مستوىً عالٍ.
كل هذه التفاصيل هي معايير أساسية ملزمة لنشكل مشهدا كرويا سوريا يحمل مستقبلا مشرقا للبلاد، وكل ما عدا ذلك هو “دعسات” ناقصة سنعرج بعدها مع مزيد من الألم على أمل النجاح.