Site icon هاشتاغ

لماذا تصمت دول الخليج إزاء ما يجري في أوكرانيا؟

دول الخليج

نشرت قناة “يورونيوز” الإخبارية الأوروبية تحليلا حول أسباب الصمت الخليجي عما يجري في أوكرانيا، وقالت إن دول مجلس التعاون الخليجي الثرية “التزمت الصمت إلى حد كبير”.

وقالت القناة إن الكويت وقطر امتنعتا عن انتقاد موسكو مباشرة عندما بدأت هجومها البري والجوي ضد أوكرانيا، “واكتفتا بإدانة العنف، بينما لم تعلّق السعودية وعُمان والبحرين بعد. فيما أكتفى مجلس التعاون بدعم الجهود الدولية والدبلوماسية لحل “الأزمة الأوكرانية”.

كذلك امتنعت الإمارات، إلى جانب الصين والهند، عن التصويت على مشروع قرار أمريكي وألباني في مجلس الأمن الدولي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا ويطالب موسكو بسحب قواتها.

حول ذلك نقلت القناة عن خبراء في شؤون الشرق الأوسط، أن إحجامها عن إدانة روسيا أو تأييد الغرب، أمر يمكن تفهّمه بالنظر إلى ما هو على المحك: الطاقة والاقتصاد، والأمن”.

وقالت الخبيرة في الشؤون الخليجية والباحثة في معهد مونتين الفرنسي لوكالة “فرانس برس”، آن غادال، إن “العلاقات الاقتصادية بين هذه الدول وموسكو ليست وحدها التي تنمو، بل الروابط الأمنية كذلك”.

وترى غادال أنّ دول الخليج: “تدرك أنها بحاجة إلى تنويع تحالفاتها للتعويض عما يُنظر إليه إلى أنّه تراجع للولايات المتحدة في المنطقة”.

وتساءلت القناة في التحليل: “هل تغير دور الولايات المتحدة الاستراتيجي في الشرق الأوسط؟”

وقالت إن “الولايات المتحدة أدت دوراً محورياً في الشرق الأوسط الذي تمزّقه الصراعات، على مدى أكثر من سبعة عقود، وعملت بشكل خاص على حماية دول الخليج الغنية بالنفط ضد تهديدات جماعات مسلحة ودول، على رأسها إيران”.

غير أنّ الولايات المتحدة، تضيف القناة، “بدأت في السنوات الأخيرة الحد من انخراطها العسكري في المنطقة، حتى عندما تعرّض أقرب حلفاءها لهجمات، وخصوصا منشآت شركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة من قبل المتمردين اليمنيين المتحالفين مع طهران في عام 2019”.

السعودية والإمارات، وهما حليفتان تاريخيتان للولايات المتحدة تستضيفان قوات أمريكية، شهدت تغيّراً في علاقاتهما مع واشنطن على خلفية صفقات الأسلحة والقضايا المتعلقة بسجلّهما الحقوقي.

بالمقابل ازداد التعاون الأمني الروسي مع دول الخليج، رغم أن معظم دول مجلس التعاون الخليجي مازالت تبقي أمنها في أيدي الولايات المتحدة، لكنّها “بدأت في تنويع العلاقات مع منافسي وخصوم الأمريكيين في مجالات أخرى”.

وتشير القناة إلى عوامل اقتصادية أخرى إذ قفزت التجارة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي من حوالي 3 مليارات دولار عام 2016، إلى أكثر من 5 مليارات دولار في عام 2021، غالبيتها مع الإمارات والسعودية.

وأشارت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي كافة تقيم علاقة مع روسيا في مجال الطاقة، وبوصف الأخيرة لاعباً رئيسيا في ذلك المجال، بينما تقود الرياض وموسكو منذ سنوات تحالف “أوبك بلاس”، حيث تتحكّمان معا في الإنتاج لتحقيق استقرار في سوق الأسعار.

ونقلت القناة عن الباحثة في معهد “المجلس الاطلسي”، إيلين والد، إنّ “الأعضاء العرب في منظمة الدولة المصدّرة للنفط (أوبك) في وضع صعب من الناحية الدبلوماسية، حيث من الواضح أن الحفاظ” على اتفاق “أوبك بلاس”، الذي يسيطر على كميات الإنتاج، “في طليعة اعتباراتهم”.

وأضافت أن دول الخليج “تخشى الإضرار بهذه العلاقة وتسعى للحفاظ على المشاركة الروسية في أوبك بلاس … ففي حال تركت روسيا المجموعة، من المحتمل أن ينهار الاتفاق بأكمله”.

وتقول إيلين والد إن “التزام الصمت بشأن العمليات الروسية في أوكرانيا هو على الأرجح أفضل ما يمكن القيام به في الوقت الراهن”، وتضيف: “لكن هذا الموقف البراغماتي قد يصبح غير مقبول في حال ضغطَ القادة الغربيون على (دول الخليج) لتحديد مواقفها”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version