لقي ثلاثة عمال مصرعهم وأصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة، السبت، إثر انهيار جزء من السور الذي يحيط بالمدينة القديمة بالقيروان، وسط تونس، وفق ما أعلنته الحماية المدنية.
وكان العمال يعملون في مشروع لترميم السور التاريخي، الذي يعود إلى القرن السابع الميلادي.. ويعد أحد معالم الحضارة الإسلامية في تونس.
وأوضح المتحدث باسم الحماية المدنية، معز تريعة، في تصريح لوكالة “فرانس برس”، أن الحادث وقع بسبب سقوط قسم من السور، الذي يبلغ طوله 30 متراً وارتفاعه ستة أمتار، قرب باب الجلادين، أحد أبواب المدينة القديمة.
وأضاف أن الانهيار ربما يكون ناجما عن تأثير الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.. والتي أضعفت أساسات السور.
وقال تريعة إن الحماية المدنية هرعت إلى مكان الحادث.. وتمكنت من انتشال جثث العمال الثلاثة من تحت الأنقاض.. ونقل العمال المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن حالتهم مستقرة.
ولفت إلى أن السلطات التونسية فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادث.. ومدى مسؤولية الشركة المنفذة للمشروع عنه.
وأفاد تريعة أن الحماية المدنية قامت بإزالة الركام من أمام السور.. ووضعت حواجز لمنع المارة من الاقتراب من الجزء المتهالك منه، خوفاً من حدوث انهيارات جديدة.
وتعد القيروان مدينة تاريخية ودينية هامة في تونس والعالم الإسلامي.. حيث تأسست في القرن السابع الميلادي، وكانت عاصمة للدولة الأغلبية لخمسة قرون.
وتضم المدينة القديمة وضواحيها العديد من المعالم الأثرية والمعمارية، مثل جامع عقبة بن نافع ومسجد ابن خيرون وفسقيّة الأغالبة وزاوية سيدي الصحبي.
وتم تسجيل الموقع كموقع تراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو في عام 1988، باعتباره “شهادة فريدة على القرون الأولى للحضارة العربية الإسلامية” وتطورها المعماري والحضري.