الأربعاء, فبراير 5, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارمعركة شمال سوريا.. كيف نجح الجيش السوري في استيعاب الصدمة وقلب الموازين؟

معركة شمال سوريا.. كيف نجح الجيش السوري في استيعاب الصدمة وقلب الموازين؟

هاشتاغ – حسن عيسى

شهدت الساحة السورية خلال الأيام الأخيرة تصعيداً خطيراً إثر الهجوم الواسع الذي شنته الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، في مناطق حلب وريفها وشمال حماة.

وجاء الهجوم بشكل مفاجئ وفي توقيت اعتبره البعض مريباً، ما أثار تساؤلات حول ارتباطه بمخططات إقليمية ودولية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.

التراجع التكتيكي للجيش السوري

أمام الأعداد الكبيرة للقوات المهاجمة المدعومة بدبابات ومدرعات وأسلحة حديثة، نفذ الجيش السوري تكتيكاً دفاعياً وصفه المراقبون بالمتقن.

وقد تراجع الجيش من بعض مواقعه الأمامية في ريف حلب الغربي وشمال حماة إلى خطوط دفاعية أكثر عمقاً بهدف احتواء الهجوم وامتصاص زخمه.

الباحث العسكري العميد علي مقصود أشار في حديثه لـ “هاشتاغ” إلى أن هذا التكتيك مكّن وحدات الجيش من استنزاف المهاجمين عبر معارك كر وفر دقيقة، ما أوقع خسائر فادحة في صفوفهم تجاوزت 800 قتيل في ريف حماة الشمالي وحده.

الدعم الجوي السوري-الروسي المشترك

ذكر مقصود أن سلاح الجو السوري-الروسي المشترك لعب دوراً محورياً في التصدي لهذا الهجوم، حيث استهدفت الطائرات والقاذفات الاستراتيجية الأرتال المتقدمة للمسلحين، ودمرت عرباتهم المدرعة ومستودعات الذخيرة.

كما أسهمت الغارات في قطع خطوط الإمداد من إدلب إلى حلب وريف حماة، ما أدى إلى إضعاف القدرات الهجومية للفصائل المسلحة.

الاستعداد لهجوم معاكس شامل

بعد احتواء الهجوم، ركز الجيش السوري على تعزيز خطوطه الدفاعية وبناء نسق دفاعي عميق يشمل ثلاث خطوط مدعومة باحتياطيات إستراتيجية، بحسب مقصود.

وأكد مقصود أن القوات المسلحة، مدعومة بالتعزيزات التي وصلت حديثاً، في حالة استعداد كامل لتنفيذ هجوم معاكس خلال الساعات المقبلة، حيث من المتوقع أن يستهدف المحاور الاستراتيجية الممتدة بين حلب وإدلب.

إنجازات عسكرية واستعادة مناطق واسعة

تمكنت وحدات الجيش العربي السوري، بمساعدة الحلفاء، من تحرير أكثر من 33 بلدة وقرية في ريف حماة الشمالي الشرقي، بما في ذلك بلدات مثل سروج والحمرا والشيخ علي كاسون.

ووفقاً للعميد مقصود، شكل هذا التقدم خطوة حاسمة باتجاه تأمين الطريق الصحراوي البديل لطريق الاتفاق الدولي، مما يعزز القدرات الهجومية للقوات السورية.

دور الحلفاء وتغير مواقف الأطراف الدولية

يرى مقصود أن هذا النجاح العسكري لم يكن ممكناً دون الدعم المباشر من الحلفاء، حيث وفرت روسيا طائرات استراتيجية مثل “البجعة البيضاء”، والتي استهدفت مقرات القيادة ومستودعات الذخيرة التابعة للفصائل المسلحة.

وفي السياق ذاته، لوحظ تغير في مواقف تركيا والولايات المتحدة، إذ بدأت أنقرة تتنصل تدريجياً من دعم الفصائل المسلحة، وأغلقت معابرها أمام المقاتلين، بينما أدانت واشنطن علناً الهجمات الإرهابية، في محاولة منها لإبعاد الشبهات عن دورها في التخطيط للهجوم.

إحباط المخطط الأمريكي-الإسرائيلي

تشير تحليلات العميد مقصود إلى أن الهجوم الأخير كان جزءاً من مخطط أوسع تقوده الولايات المتحدة و”إسرائيل” بالتنسيق مع تركيا، بهدف فتح الطريق أمام المسلحين للوصول إلى الحدود السورية-اللبنانية، وبالتالي قطع خطوط الإمداد بين سوريا و”حزب الله”.

لكن الجيش السوري، بالتعاون مع حلفائه، تمكن من إحباط هذا المخطط عبر تكتيكات قتالية ذكية وعمليات استنزاف ممنهجة للمسلحين، على حد تعبير مقصود.

ومع تدمير مقرات القيادة الرئيسية للفصائل المسلحة، ومقتل أعداد كبيرة من قادتهم، والاستهداف الفعال لخطوط الإمداد، تشير المعطيات إلى أن الجيش السوري بات قريباً من إطلاق هجوم معاكس واسع النطاق لاستعادة السيطرة على كامل المناطق التي تسلل إليها المسلحون، وصولاً إلى الحدود السورية-التركية، وفقاً لما ذكره الباحث العسكري.

مقالات ذات صلة