Site icon هاشتاغ

نحو وثيقة وطنية للإصلاح الاقتصادي

أيهم أسد

نحو وثيقة وطنية للإصلاح الاقتصادي

رأي – أيهم أسد

يعبر الإصلاح الاقتصادي عن حالة حركية مركبة مستمرة في الاقتصاد وتهدف باستمرار إلى معالجة الاختلالات الاقتصادية التي تظهر إما نتيجة لوجود خلل بنيوي عميق في بنية الاقتصاد أو بسبب تطبيق سياسات اقتصادية غير فعالة خلال زمن معين.

وبالتالي فإن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي ليس موجة تنحسر مع ظهور نتائج أداء إيجابية في الاقتصاد بشكل عام أو في أحد قطاعاته، كما أن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي ليس عملية مجزأة أو تتابعية أو غير توافقية.

بمعنى أن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي هو عملية “شاملة” أي لا تخص قطاع واحد فقط، بل القطاعات كلها، كما أنه عملية بناء مسارات متوازية، أي أنه يجب أن يتم بالوتيرة ذاتها في كل القطاعات الاقتصادية، مثلما أنه عملية توافقية، أي أنه يجب أن يتم بالتوافق فيما بين الإدارة العامة وشركاء الإصلاح من قطاع خاص واتحادات عمال وغرف صناعة وتجارة وسياحة وزراعة ومجتمع.

ولو نظرنا إلى خطاب الإصلاح الاقتصادي في سوريا لوجدنا أن ذلك الخطاب قد توقف بشكل شبه تام في مرحلة ما قبل الحرب، ومن ثم جاءت الحرب لتغير التوجه الاقتصادي نحو أسلوب “الإدارة الظرفية” وتنفي أي خطاب للإصلاح الاقتصادي.

ومن ثم ظهرت محاولة جديدة رسمية لإصلاح القطاع العام الاقتصادي في نهاية عام 2019 إلا أنها توقفت تماماً مع التعديل الحكومي الذي حصل بعدها دون أن يعرف أحد مبررات ذلك التوقف وما زالت متوقفة حتى الآن.

فهل نحن الآن بحاجة إلى إصلاح اقتصادي؟
الحاجة إلى الإصلاح لا تنتهي تحت أي ظرف، وخطاب الإصلاح يجب أن لا يتوقف مهما كانت حالة الاقتصاد، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي الحقيقي، فنحن بحاجة إلى إصلاح سياسة الرواتب والأجور، وإلى إصلاح السياسات الصناعية، وإصلاح سياسات التجارة الداخلية، وإصلاح السياسات النقدية والمالية.

لكن قبل ذلك.. نحن بحاجة إلى وثيقة وطنية للإصلاح الاقتصادي، وثيقة تشاركية وتكاملية بين الحكومة والقطاع الخاص وغرف التجارة والصناعة والسياحة والزراعة واتحادات العمال والخبراء وممثلين عن المجتمع.

نحن بحاجة إلى وثيقة وطنية تحدد ماذا نريد من الإصلاح الاقتصادي، وكيف ندير الإصلاح الاقتصادي، وما هي مراحل الإصلاح الاقتصادي، وما هي القطاعات والسياسات ذات الأولوية في الإصلاح؟

بدون مرجعية وطنية للإصلاح الاقتصادي لن ترتق أي عملية إصلاح سوى إلى مستوى “التصليح” أو الصيانة”، لكن ما نحتاجه في الحقيقية كسوريين اليوم هو “تغيير جذري” أي إصلاح بالمعنى الواسع للكلمة.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version