بعد فترة هدوء قصيرة عاشها تحالف “الأمة” المعارض من “اضطراباته الداخلية”، واتفاق أحزاب التحالف على مرشح واحد للمعارضة، فوجئوا بترشح قيادي آخر، ما قد يفتت الأصوات في الانتخابات الرئاسية التركية المقررة 14 آيار/مايو.
ومنذ أيام أعلن رئيس حزب “الوطن” المعارض، محرم إنجه نزول الانتخابات في خطوة وصفها مناصرو المعارضة بأنها “طعنة في الظهر” من رفيقهم السابق، ستشتت أصوات المعارضين.
وقبل ساعات، رفض إنجه مطالب بالانسحاب من الترشح.
وإنجه انشق عن حزب الشعب الجمهوري، وهو الحزب الذي اتفقت معظم أحزاب المعارضة الكبرى على ترشيح رئيسه كمال كليتشدار أوغلو، وأسس حزب “المملكة” عام 2021.
ومنذ أيام، هدأت عاصفة داخل تحالف الأمة، بعودة ميرال أكشنر، رئيسة حزب الخير، إلى طاولة التحالف التي انسحبت منها.. احتجاجا على ترشح كليتشدار أوغلو، ثم وافقت على الترشح مقابل استجابة التحالف لمطالب أخرى لها.
“نذير شؤم”
المحلل السياسي التركي، جواد غوك، يصف ترشح محرم إنجه بأنه “نذير شؤم” لكليتشدار أوغلو لأن بعض الأصوات التي كانت مضمونة لصالحه سيتم تفتيتها لصالح عدة مرشحين.
ويضيف غوك لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن وسائل الإعلام التابعة للحزب الحاكم “ابتهجت بترشح إنجه، بل تحاول دعمه بكل ما أوتيت من قوة.. وتتحدث عن حظوظ كبيرة له لحشد أكبر عدد من الأصوات لصالحه، بهدف تفتيت المعارضة أكثر”.
تحرك تحالف الأمة
اتخذ تحالف المعارضة خطوات لمنع تفتيت الأصوات، ورد عليها إنجه بما لا تشتهي أنفسهم.
وطلبت قيادات من حزب الشعب الجمهوري منه الانسحاب، لكنه رفض قائلا: “لا تقنعوني، ولكن أقنعوا الأشخاص الذين يريدونني أن أكون المرشح أولاً، إذا استطعت إقناعهم”، و”اقنعوا 80 ألف شاب تقدموا بطلبات لعضوية حزبنا في الأسبوع الماضي فقط”.
وصرّح بأنه ممكن أن يدعم كليتشدار أوغلو إذا ما وصل في الانتخابات لجولة ثانية.
رغم ذلك، يتوقع نائب حزب الشعب الجمهوري في إيلازيغ، جورسيل إرول، أن ينسحب إنجه من الترشح، واصفاً إياه بأنه “رجل ذكي وعقلاني”.. ودعاه كذلك للعودة لصفوف حزبه القديم.
يعلّق جواد غوك على أقوال محرم إيجه بأنه: “إذا كنت تنوي دعم كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية.. فلماذا تترشح من الأساس وتفتت الأصوات؟”.
ويلفت المحلل التركي إلى أن كليتشدار أوغلو يريد الفوز من الجولة الأولى، وألا تصل الانتخابات إلى جولة الإعادة، لأن حظوظه ستكون أقل وقتها.. نظراً لأن تحالف الأمه الذي يدعمه سيعمل بقوة خلال الجولة الأولى، وربما لا يجد هذا الدعم في الثانية.
حظوظ إنجه
أظهرت أخر استطلاعات الرأي التي أجريت عقب إعلان ترشح إنجه للانتخابات، أن هناك 3 بالمائة ينوون التصويت لصالحه.
وبحسب رئيس مؤسسة ماكس لأبحاث، محمد علي كولات.. فإن حصة محرم إنجه من الأصوات بدأت في الزيادة، وسيشهد قريباً زيادة كبيرة في الأصوات.
ويضيف كولات أن اسم محرم إنجة “دائماً ما يسمع بين الشباب” وإذا حصل على 5 أو7 بالمائة.. فسيكون له تأثير على ذهاب الانتخابات إلى الجولة الثانية، وعلى خسارة تحالف الأمة للانتخابات”.
من هو محرم إنجه؟
ولد 4 آيار/مايو عام 1964 لعائلة مهاجرة من اليونان استقرت في ولاية لوفا.
كان مرشح حزب الشعب الجمهوري، في الانتخابات الرئاسية 2018، وحصد أكثر من 30 بالمائة من الأصوات.
كان من المعارضين لتولي كمال كليتشدار أوغلو زعامة حزب الشعب الجمهوري وخسر أمامه في الانتخابات الحزبية.
روّج لنموذجه القومي العلماني في جولة في أنحاء البلاد أطلق عليها “حركة الوطن في 1000 يوم” عام 2020.
انشق عن حزب الشعب الجمهوري وأسس حزب المملكة في 2021.