الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

أثر البعث

هاشتاغ-محمد محمود هرشو

اليوم ونحن نعيش لحظات انطلاق عملية إصلاح جذرية لمشكلات سياسية باتت تشكل عبئا ثقيلا على البلاد والعباد، في عصر  يحتاج إلى اللحاق بالتسارع الهائل للأحداث ومواكبة الإنتاج الفكري، من غير الممكن “إقصاء” أو إنكار دور “البعث” حتى وإن لم نكن من المنتسبين لهذا الحزب، فهو الحزب الحاكم لعقود، وهو التنظيم السياسي الأكبر في تاريخ سورية المعاصر.

وإذا كنا منطقيين، وبغض النظر عن موافقتنا على سياسات هذا الحزب أم لا، فمن غير المنطقي اليوم مناقشة وجود “البعث”، وإنما علينا مناقشة “أثر” البعث.

عندما وصل البعث الى السلطة كان ذو “أثر” في تفاصيل الحياة العامة، وكان مضطراً لتقديم الكثير للمجتمع سواء إيديولوجيا أو فكرياً أو اقتصادياً، حتى “قاد” الدولة وأصبح الحزب القائد لهذا المجتمع.

لكن مع قلة الإنتاج الفكري والتجدد مر الحزب بمراحل “الدولة” وفق منطق ابن خلدون، ولم يعد ذو “أثر” لأسباب لسنا بصدد ذكرها الآن، ومن المُسلم به أن الأمين العام للحزب أكثر المدركين لها، فانطلق منها فيما يخص منطلقات إصلاح الحزب وأثره على الحياة السياسية في البلاد.

أقرأ المزيد: نحو قضاء سريع وعادل

ومع سخونة الانتخابات “الحزبية” وتسابق “الرفاق” للوصول الى سُدة “القيادة”، لكن رغم ذلك لم نسمع او نرى بين هؤلاء المتسابقين من يعمل وفقا لأحد أهم بديهيات أي عملية انتخابية، وهو “البرنامج الانتخابي”.

من الطبيعي أن العمل في الأحزاب جماعي، وليس كالبلديات أو البرلمانات، ولكننا اليوم بحاجة للخروج من الصندوق الذي امتلأ ب “طُلاب الولايَة”، وبالفعل لم يعد جسم الحزب يحمل ذلك.

البعث اليوم ليس بحاجة ليَنظُر اإلى نَفسِه كسُلطة بقدر ما يَنْظُر لنفسه ك”أثر” واعتقد أن هذا جوهر الحل، بقدر ما كان أساس المشكلة.

ما احوجنا اليوم كسوريين لحل تفاصيل كثيرة في حياتنا العامة لم تعد الحكومات قادرة على حلها حتى بتنا مستعدين “لبيع” أنفسنا لمن يُلامسها.

ما أحوجنا لحل مشكلات مزمنة  كالكهرباء والمواصلات وتدني الرواتب، وغيرها الكثير..

ما أحوجنا من أبسط مواطن الى رأس هرم السلطة للابتعاد عن المركزية التي أثقلت حياتنا، وتفعيل الإدارات المحلية، فأين البعث من هذا؟ وما هي برامجه وهو المعني الأهم بذلك؟

لماذا لا “يشتري” البعث “المتجدد”، وهو التنظيم السياسي الأهم، مصائبنا، فيسخر إمكاناته لحل واحدة فقط منها أملاً في عودة التفاف الجماهير حوله، ومقدماً “أثرا” يحافظ من خلاله على  وجوده، بعيداً عن الانفراد والتسلط والهيمنة؟

لم نعد بحاجة كمواطنين، وأعتقد أن الرئاسة كذلك، لمن يقول ليس باليد حيلة، أو أن الأزمة أكبر من الإمكانات، أو أن العقوبات عقدت المشكلات، فالتغيير إرادة، والفرص كثيرة وقد باتت البلاد على عتبة واحدة من أهمها، فما علينا سوى تحمل المسؤوليات والبعد عن الأوهام، والعمل من المبدأ الذهبي القائل “سادة القوم خادميهم” .

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة