خاص – هاشتاغ
لم تكن سناء تدرك أن توقف دوران غسالتها الأوتوماتيك التي اشترتها منذ ما يزيد على العشر سنوات ستكون كارثة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى عليهم.
تواصلت مع الوكالة لإرسال «مصلح» بعد أن أخذ منها معلومات مطولة عن المنطقة التي تسكن فيها وفترات تقنين الكهرباء ونوع المياه المتواجدة في منطقتها “كلسية أم عذبة..” ، وبعد عدة أيام من “ترجي” الشركة جاءهم الفني ليكشف بعد الفحص أنها تحتاج للنقل إلى الشركة بسبب احتراق المحرك، وإن كلفة إصلاحه لا تقل عن 400 ألف ليرة، نضيف سناء هل تعلمون ماذا يعني هذا الرقم؟ ولكن تشقق يديها من كثرة الغسيل مع وجود أطفال جعلهم يرضخون لفكرة إصلاحها.
أعطال الأدوات الكهربائية المنزلية حدث شبه يومي عند الكثير من الأسر، مع الانقطاعات الفجائية الكثيرة والمتتالية التي يشهدها التيار الكهربائي.
“مصلح” الأدوات الكهربائية المنزلية خالد بين لـ«هاشتاغ» أن ارتفاع تكاليف اصلاح الأدوات الكهربائية أمر طبيعي في ظل ارتفاع أسعار كل شيء، كارتفاع أسعار قطع الصيانة وارتباط الكثير منها بأسعار الصرف, لأنها مستوردة بالقطع الأجنبي, إضافة إلى احتكار التجار لقطع ومستلزمات الصيانة..
ويشير خالد إلى أنه ومن الملاحظ ومنذ بداية فصل الشتاء الحالي ارتفاع كبير في حدوث الأعطال الكبيرة التي تتعرض لها الأدوات الكهربائية المنزلية بسبب الانقطاعات الفجائية والمتتالية للتيار الكهربائي بموجب الحماية الترددية.
تحتل الشواحن الكهربائية للبطاريات المنزلية مرتبة الصدارة بالأعطال الكهربائية الحاصلة، علماً أن تكلفة اصلاح تلك الشواحن تتراوح ما بين 15-40 ألف ليرة، ويلي الشواحن «شفاطات» الماء المنزلية، حيث تتراوح كلفة اصلاحها ما بين 40-100 ألف ليرة، تليها البرادات والغسالات ومن الملاحظ حسب الفني خالد أن نسبة كبيرة من الأعطال التي تصيب تلك الأدوات تكون بالمحرك، وهذا يجعل تكاليف الإصلاح كبيرة تتراوح ما بين 200-400 ألف ليرة ، ثم يلي تلك الأجهزة المكيفات والمدافئ الكهربائية .
محمود فني كهرباء متعاقد مع إحدى شركات بيع وإصلاح الأدوات الكهربائية المنزلية المعروفة، يبين أن ارتفاع أجور النقل ساهمت كثيراً في ارتفاع أجور الاصلاح ، فنقل غسالة أو براد من منزل المواطن إلى الشركة يحتاج في أقل تقدير لنحو 50 ألف ليرة، وأحياناً أكثر من ذلك حسب بعد المسافة وبين أنه حتى وإن كانت عملية إصلاح تلك الأجهزة تتم في منزل الزبون، فإن تكاليف النقل تضاف إلى فاتورة الإصلاح، لأن الفني يضطر في كثير من الأوقات إلى نقل معدات التصليح بتكاليف لا تقل عن 700 ألف ليرة شهرياً لقاء تعاقده مع الشركة، كما يضيف محمود.
بينما قال “المصلح” ياسر إن تكاليف الإصلاح ليست مرتفعة، لأن آجار محله في منطقة مخالفات 200 ألف ليرة وهو مرشح للارتفاع. كما أن أجور النقل من منزله إلى محله ومن محله إلى سوق الكهرباء لتأمين القطع مكلفة.
ويشير ياسر إلى أن الاختصاص الذي يفضله معلمو الكهرباء هذه الأيام هو “التكييف والديجيتال” لأنه مربح وغير مجهد.
رئيس اتحاد حرفيي دمشق سليم كلش قال لـ” هاشتاغ” إن الاتحاد يضم 27 جمعية حرفية ومن ضمنها جمعية الكهرباء، مقدراً أعداد العاملين في تصليح الأدوات الكهربائية المنتسبون لجمعية دمشق بحوالي 700 شخص، لافتاً إلى أن الأعداد كانت أكثر بكثير من ذلك قبل الحرب على سورية، ولكن هاجر معظمهم.
ولفت كلش إلى أن الكثير من مصلحي الكهرباء لم يعد يفضلون الانتساب للجمعية ، ومرد ذلك إلى أن الامتيازات التي كانوا يحصلون عليها قبل سنوات الحرب قد اختفت، حيث كانوا يحصلون على الكثير من الدعم من عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية ، كالحصول على عدد من مستلزمات وأدوات عملهم من وزارة الصناعة، مؤكداً بأنه هناك مساع من قبل اتحاد الحرفيين لإعادة تلك الميزات .