الخميس, ديسمبر 12, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباردراسة تقدم أدلة حاسمة تدعم الاستخدام اليومي لمحليات بدائل السكر

دراسة تقدم أدلة حاسمة تدعم الاستخدام اليومي لمحليات بدائل السكر

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالمحليات عوضا عن السكر أدى إلى انخفاض في الشهية والشعور بالجوع، على عكس الاعتقاد الشائع. وفق ما نشر موقع “نيوز ميديكال”.

“عينات من الدم”

وتابع باحثو جامعة “ليدز” آثار تناول البسكويت مع السكر أو نوعين من محليات الطعام مثل بديل السكر الطبيعي “ستيفيا”، أو المحلي الصناعي “نيوتام”، المشتق من الأسبارتام.

وتناول المشاركون، الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، البسكويت إما بحشوة الفاكهة التي تحتوي على السكر أو بديل السكر الطبيعي أو المحلي الصناعي.

ثم أخذ الباحثون عينات من الدم لتحديد مستويات خط الأساس للغلوكوز والأنسولين والهرمونات المرتبطة بالشهية، وطلب من المشاركين أيضا تقييم شهيتهم وتفضيلاتهم الغذائية.

“عدم وجود اختلافات في الشهية”

بعد تناول البسكويت، تم تقييم مدى شعورهم بالشبع على مدار عدة ساعات، وقيست مستويات الغلوكوز والأنسولين والغريلين والببتيد الشبيه بالغلوكاغون 1 والببتيد البنكرياسي، أي الهرمونات المرتبطة باستهلاك الطعام.

لتكشف النتائج عن عدم وجود اختلافات في الشهية أو استجابات الغدد الصماء المتعلقة بنوعي التحلية مقارنة بالسكر.

لكن مستويات الأنسولين التي تم قياسها بعد ساعتين من تناول الطعام انخفضت، وكذلك مستويات السكر في الدم.

الفوائد والمخاطر

الدراسة التي نشرها اتحاد SWEET ضمت 29 شريكا أوروبيا في مجال الأبحاث والمستهلكين والصناعة، والذي يعمل على تطوير ومراجعة الأدلة حول الفوائد الطويلة المدى والمخاطر المحتملة التي ينطوي عليها التحول إلى المحليات الصناعية.

من جهته، قال الباحث الرئيسي في كلية علم النفس بجامعة ليدز غراهام فينلايسون: “حظي استخدام المحليات ومعززات الحلاوة بالكثير من الاهتمام السلبي، بما في ذلك المنشورات البارزة التي تربط استهلاكها بضعف الاستجابة لنسبة السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية”.

وأضاف: “توفر دراستنا أدلة حاسمة تدعم الاستخدام اليومي للمحليات ومعززات الحلاوة لوزن الجسم والتحكم في نسبة السكر في الدم”.

من أين أتت بدائل السكر

يصنف السكارين (saccharin) كأهم بديل للسكر.

وتزامناً مع ظهوره لأول مرة وتسويقه للناس، ذهل الجميع من هذا المسحوق الأبيض البلوري الخالي من السعرات الحرارية، والذي يتميز بطعم أحلى بمئات المرات من السكر العادي.

ومقارنة بالأسبرتام (Aspartame) والسكرالوز (Sucralose) وسيكلامات الصوديوم (Sodium cyclamate)، يعتبر السكارين أول محلٍّ صناعي يكتشفه البشر لتعويض السكر، حيث جاء ظهوره بمحض الصدفة أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر.

وما بين عامي 1878 و1879، تواجد عالما الكيمياء قسطنطين فالبرغ (Constantin Fahlberg) وزميله إيرا ريمسن (Ira Remsen) داخل مختبر الأخير بجامعة جونز هوبكينز (Johns Hopkins University) بمدينة بالتيمور التابعة لولاية ماريلاند بالولايات المتحدة الأميركية لإجراء عدد من الأبحاث على مشتقات قطران الفحم.

خلال أحد أيام سنة 1879، عمل قسطنطين فالبرغ إلى حدود ساعة متأخرة من الليل داخل المختبر، وبالتزامن مع شعوره بالتعب عاد الأخير مسرعاً نحو منزله لتناول طعام العشاء.

وحال وصوله، نسي عالم الكيمياء أن يغسل يديه ليجلس مباشرة إلى مائدة الطعام.

وعلى إثر ذلك، أحس قسطنطين فالبرغ بمذاق حلو وغير عادي بخبز الطعام ومشروبه وما إن لعق هذا العالم أحد أصابعه حتى تأكد أن مصدر هذا المذاق الحلو هو قطران الفحم، ليعود عقب ذلك مسرعاً نحو المختبر للعمل على اكتشاف جديد نعته بادئ الأمر بسكر قطران الفحم.

خلال الفترة التالية، أطلق قسطنطين فالبرغ اسم سكارين على هذا الاكتشاف الجديد والذي واصل العمل عليه رفقة زميله إيرا ريمسن، ومع حلول عام 1880 نشر العالمان الكثير من المقالات حول النتائج التي توصلا إليها.

وفي سنة 1884، اتجه قسطنطين فالبرغ لاتخاذ خطوة فردية حيث تقدم الأخير للحصول على براءة اختراع السكارين بألمانيا، وهو الأمر الذي تحقق له خلال نفس تلك السنة.

وبالتزامن مع ذلك، نال فالبرغ براءة اختراع عدد من المكونات الأخرى التي كانت على صلة بالسكارين والسكر من عند السلطات الأميركية.

أثارت تصرفات قسطنطين فالبرغ غضب زميله إيرا ريمسن والذي حزن كثيرا حال سماعه خبر حصول فالبرغ على براءة اختراع السكارين فطيلة فترة الأبحاث آمن ريمسن بفكرة تقدم وازدهار البشرية عن طريق منحها جميع النتائج دون مقابل.

فضلاً عن ذلك، عبّر إيرا ريمسن عن سخطه لعدم ذكر اسمه كمساهم في عملية اختراع السكارين وبسبب ذلك كسب فالبرغ جميع الامتيازات.

وخلال السنوات التالية، استغل قسطنطين فالبرغ براءة اختراعه ليقوم بإنشاء مصنعين مخصصين لصناعة السكارين كان أولهما بماغديبورغ (Magdeburg) بألمانيا، أما الثاني فكان على أراضي الولايات المتحدة الأميركية، وبفضل ذلك حقق فالبرغ ثروة طائلة خلال فترة وجيزة.

وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى، اتجهت الأطراف المتحاربة إلى مصادرة السكر لدعم مجهود الحرب، وبفضل ذلك سجل السكارين انتشاراً سريعاً.

فقد أقدم الجميع على اقتنائه من أجل تعويض النقص الحاد في السكر. وما بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كسب السكارين مكانة هامة خاصة لدى من يتبعون نظام حمية غذائية.

مقالات ذات صلة