هاشتاغ _ ريم صالح
اختارت أريج علوان، الطالبة الجامعية ذات ال27 عاماً أن تخلق الظروف المواتية لا أن تنتظرها، من خلال بدئها بمشروعها الخاص، وبيعها للمشروبات الساخنة في أحد شوارع مدينة بانياس.
انطلقت أريج من حبها للقهوة، وإيماناً منها بكسر الصورة النمطية المؤطرة لمهن الشباب والفتيات، ولتكون عوناً لنفسها ولأسرتها في سد ما أمكن من مصاريف الجامعة.
دعم الأسرة
وفي حديثها ل”هاشتاغ” قالت أريج: “بدأت مشروعي بمساعدة والدي برأس مال 100 ألف ليرة سورية فقط، كما ساعدتني ودعمتني أسرتي كلها”.
وأكملت: “عملت سابقاً كمندوبة للمبيعات، وقد كان عملاً مرهقاً، وأحببت لاحقاً أن يكون لي مشروعي الخاص على الرغم من ضيق ذات اليد”.
معدات بسيطة
وتابعت: “مشروعي عبارة عن بسطة صغيرة تطل على الشارع، أبيع فيها مختلف أنواع المشروبات الساخنة، قهوة، نسكافيه، ميلو، شاي، زهورات، كمون بليمون، وقريباً سأضيف لها مشروب السحلب”.
كما اعتمدت أريج في مشروعها على أبسط المقومات.
وتضم “البسطة” حالياً: أداة لتحريك النسكافيه مع البطارية الخاصة بها.
إضافة إلى “ترمس” لحفظ الماء، أنواع المشروبات، كاسات وطاولة فقط.
وعن تعامل الناس معها وردة فعلهم على نوع عملها، قالت أريج: “تعامل الناس معي بكل محبة ولطف، لا أنكر وجود نظرات استغراب بين الحين والآخر، إنما تلقيت من الناس الدعم والتشجيع”.
تأثير إيجابي
تستطيع أريج الموازنة بين عملها ودراستها بالإضافة إلى حياتها الاجتماعية.
وتدرس أريج في قسم الترجمة-التعليم المفتوح، وتكمل دراستها دون وجود أي عائق يسببه عملها.
وعن تأثير العمل عليها، تحدثت أريج: “كان تأثير العمل إيجابياً بالمطلق، فمن الناحية المادية تحسن الدخل ساعدني على إكمال دراستي”.
وتابعت “أعود إلى المنزل الساعة 3 عصراً، ولدي الوقت الكافي للدراسة وممارسة حياتي الاجتماعية بكل أريحية”.
الاعتماد على النفس
تنحدر أريج من أسرة تتألف من أب يعمل في محل لبيع الألبسة الرياضية، وأم متقاعدة، وثلاثة أشقاء يدرسون في الجامعة.
ونظراً للظروف المعيشية الحالية ومصاريف الدراسة الجامعية التي تثقل كاهل رب الأسرة، اختارت الطالبة الجامعية أن تعتمد على نفسها.
وعن المردود المادي من المشروع تحدثت أريج، “في البداية، لم يكن المردود يتناسب مع تعبي، أما الآن ومع زيادة معرفة الناس بي ازداد الإقبال وتحسن الدخل بشكل ملحوظ”.
أمل كبير
يتميز الناس هنا بالطيبة والمحبة والبساطة، كما تصف أريج.
في حين تؤكد أنها لم تتعرض للإزعاج أبداً منذ أن بدأت بمشروعها.
كذلك تفصح الفتاة ل”هاشتاغ” عن آمالها، “أملي كبير، أحلم بتوسيع مشروعي ليشمل الخلطات الباردة والساخنة، وأن أحصل على آلة “إسبريسو”.
كما أطمح ب”كافيه” خاص بي يحمل اسمي، كي أحقق استقلاليتي المادية والذاتية.