اضطرت أوروبا، التي ترفض بإصرار استخدام الفحم من أجل حماية البيئة، إلى تغيير نهجها في مجال الطاقة، والتوجه نحو استخدام الفحم.
وتظهر البيانات، ارتفاع إنتاج الفحم واستهلاكه عام 2022، وانخفاض ضغط الناشطين البيئيين المعارضين للفحم، بحسب وكالة “نوفوستي”.
ورأت الوكالة الروسية أن “دول الاتحاد الأوروبي تحوّلت إلى الفحم كرد فعل على أزمة الطاقة، التي تفاقمت بسبب الصراع الأوكراني”.
“الوقود القذر”
وتخلت الدول الأوروبية عن استخدام الفحم، الذي أطلقوا عليه لسنوات عديدة اسم الوقود القذر، بعد اتباعها لسنوات عديدة سياسة حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ.
ونشر موقع وكالة الطاقة الدولية تقريراً، في وقتٍ سابق، يتوقع تسجيل أرقام استهلاك الفحم الحجري عالمياً مستويات مرتفعة جديدة، على وقع أزمة الطاقة.
وبلغ استهلاك الفحم في دول الاتحاد الأوروبي 449 مليون طن في عام 2021. وارتفع إلى 478 مليون طن عام 2022، مع ازدياد الطلب على الفحم المستخدم لتوليد الكهرباء.
كذلك، ارتفع إجمالي إنتاج الفحم في دول الاتحاد الأوروبي، من 332 مليون طن في عام 2021، إلى 357 مليون طن عام 2022، أي بنسبة 7.3%.
صناعة وزخم
وتشير التقديرات إلى أنه مع زيادة الطلب على الفحم على خلفية أزمة الطاقة، ستصل حصة الفحم في توليد الكهرباء إلى 20% في عام 2022، بعد أن بلغت 13% عام 2020.
واكتسبت صناعات الفحم والتعدين زخماً مؤخراً في بعض الدول الأوروبية، سعياً لاتخاذ إجراءات مختلفة ضد أزمة الطاقة. كما أعدّت بعض البلدان، ولا سيما المملكة المتحدة وبولندا، مشاريع لمناجم الفحم الجديدة.
واتخذت دول مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا وإسبانيا وإيطاليا واليونان والمجر والنمسا. خطوات نحو إطالة عمر محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وإعادة تشغيل محطات الطاقة المغلقة وزيادة الإنتاج.. على الرغم من أن دول أوروبا كانت تستعد لإغلاق نحو نصف محطات الطاقة الحرارية.. البالغ عددها 324 في أوروبا بحلول عام 2030.