يصدق الناس نظريات المؤامرة بشكل قاطع، وأكبر مثال على ذلك في آخر عامين عندما انتشرت تعليقات مثل “كورونا فيروس صُنع معملياً”، “شركات الأدوية في العالم صنعت كورونا لتبيع لقاحه للدول”، وغيرها من النظريات التي لم تُثبت ولم يَثبت عكسها أيضاً، لماذا يصدق الناس نظريات المؤامرة بسهولة؟
هناك أمور قد تعطي إجابات مفسرة منطقية، مثل أن العقل البشري يبحث عن الأنماط المتشابهة لتكوين نظرية عن الأحداث والسلوكيات حوله، خصوصاً مع الأحداث العشوائية أو الفوضوية، ما يشعره بالقدرة على تفسير الأحداث وفهمها، وعموماً يكره معظم الناس الشعور بالجهل، والبعض يكره الغرابة والاختلاف عن السائد، خصوصاً ما يتعارض مع المعتقدات الجوهرية اليقينية.
بحثت الأستاذة بجامعة كِنت البريطانية كارين دوغلاس في صفات مشتركة وأسباب تجعل بعض الناس أكثر إقبالاً على تصديق نظريات المؤامرة، وقالت لشبكة BBC البريطانية إن “البعض لديهم نزعة فطرية وتكاد تكون نرجسية للتفرد والتميز، وهو ما يحققه شعور الشخص بأن لديه معلومات نادرة أو تفسيرات سرية لبعض الأحداث العالمية”.
أيضاً؛ يميل بعض الناس دون وعي إلى التحيز لما يعرفه بالفعل، وهو ما يعرفه علماء النفس باسم “التحيز التأكيدي”، وهنا يمنح الشخص المزيد من الموثوقية والتأكيد لما يعتقده أو يعرفه بالفعل، فيما يتجاهل ما يتناقض مع معتقداته، خصوصاً إن كان غريباً وغير واضح أو غير متناسب مع ما نعتقده على الدوام.
من الصفات المشتركة في بعض المتحيزين إلى نظريات المؤامرة في تفسير الأحداث هي العزلة الاجتماعية، كما أشارت دراسة أجريت في عام 2016 ونشرت نتائجها في مجلة Science Direct العلمية.
ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص الذين لديهم إيمان أكبر بنظريات المؤامرة هم أكثر عرضة للمبالغة في تقدير احتمالية حدوث أحداث متزامنة، وأحياناً مستويات أقل من التفكير التحليلي، لأن التحليل وتفكيك الأحداث ومكوناتها يظهر أن الأحداث المتشابكة يمكن حدوثها بالفعل، كما أشار تقرير لموقع Business Insider اعتمد على آراء بعض علماء النفس.
وتحدثت دراسة نشرت في العام 2018 في دورية Psychcentral العلمية عن دور التنشئة، أن الأفراد الذين فقدوا شعور الأمان العاطفي من أحد والديهم أو كليهما منذ طفولتهم، قد يكونون أكثر استعداداً لتأييد نظريات المؤامرة من غيرهم، ذلك لأنه يعد أسلوباً للتعايش مع الواقع بإيجاد تبريرات لمصادر القلق والمخاطر.
لمتابعة المزيد من الأخبار انضموا إلى قناتنا على التلغرام https://t.me/hashtagsy