أطلقت شركة “OpenAI” أخيرا نموذجًا جديدا للذكاء الاصطناعي، يُدعى “O1″، يتوقع أن يحدث نقلة نوعية في مجال حل المشكلات المعقدة والتفكير المنطقي.
ويميز هذا النموذج قدرته على معالجة المشكلات في مجالات العلوم والترميز والرياضيات بسرعة تفوق قدرة الإنسان، بالإضافة إلى تقليد طريقة تفكير البشر.
وفي إطار هذا التحديث، تسعى “OpenAI” لتحسين أداء النموذج باستمرار لتفوقه على نماذج الذكاء الاصطناعي السابقة، ما يفتح آفاقا جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
وأُصدر النموذج، الأول في سلسلة، تسمى “OpenAI O1″، إذ قالت الشركة إنها تتوقع تحديثات وتحسينات منتظمة تجعل النموذج الجديد يتفوق على نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى التي طورتها سابقا.
وقالت “OpenAI”، إنها دربت هذه النماذج على قضاء مزيد من الوقت في التفكير في المشكلات قبل الاستجابة لها، تماما كما يفعل البشر، ومن خلال التدريب، تتعلم النماذج كيفية تحسين عملية تفكيرها، وتجربة إستراتيجيات مختلفة والتعرف على أخطائها.
وكأمثلة على قوة النماذج الجديدة، أشارت “OpenAI” إلى أنه يمكن استخدامها من قبل باحثي الرعاية الصحية لشرح بيانات تسلسل الخلايا، ومن قبل الفيزيائيين لإنشاء صيغ رياضية معقدة مطلوبة للبصريات الكمومية.
وسلطت الشركة الضوء على إمكانات نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة، وأشارت إلى أنه على حين يفكر “O1” من “OpenAI” لثوانٍ الآن، فإنها تهدف إلى أن تفكر الإصدارات المستقبلية لساعات وأيام وحتى أسابيع.
ولمقارنة مستوى الذكاء، قالت “OpenAI” إنها جندت خبراء حاصلين على درجة الدكتوراه، وجعلتهم يجيبون عن أسئلة اختبار ذكاء صعب لقياس الخبرة في الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، واستطاع “O1” تجاوز أداء هؤلاء الخبراء البشريين، ليصبح أول نموذج ذكاء اصطناعي يفعل ذلك.
وفي الاختبارات، أظهر “OpenAI O1” أداء مماثلا لطلاب الدكتوراه في المهمات المعيارية الصعبة في الفيزياء والكيمياء والأحياء، ونجح النموذج الجديد في امتحان تأهيلي لأولمبياد الرياضيات الدولي، وحل 83% من المعادلات حلا صحيحا، وهو تحسن كبير عن نسبة 13% التي سجلها سلفه “GPT-4O”.
وبنتيجة 83%، احتل نموذج “OpenAI O1″ الجديد مكانة بين أفضل 500 طالب في الولايات المتحدة في تصفيات أولمبياد الرياضيات المعروفة باسم $AIME”.
ولكن، بالرغم من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تساعد على حل مشاكل شائكة مثل الأمراض المستعصية وأزمة المناخ، فإنها تفرض تحديات معقدة بالقدر نفسه، بما في ذلك كيفية تلبية الطلب الكبير على الكهرباء المطلوبة من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، التي قد تؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.