هاشتاغ- منهل الصغير
ماذا تعرف عن برنامج التجسس الاسرائيلي “بيغاسوس”؟
الكثير منا لم يسمع سابقا عن هذا البرنامج الذي أرعب العالم بعد أن اخترق هواتف أهم الشخصيات العربية والعالمية، فمن يفتقد لأدنى مقومات العيش من طعام وخدمات لن تثير مثل هذه الأخبار اهتمامه.
في عام 2010 قرر ثلاثة من الصهاينة المتقاعدين من وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 المتخصصة بالتشويش والتنصت واختراق المكالمات، تأسيس شركة خاصة للتجسس على الهواتف النقالة بشكل علني باسم “NSO” موقعها الأساسي “تل أبيب” وكان تمويل هذه الشركة عبر عدد من المستثمرين أخطرهم “ادي شاليف”، وهو الشريك الرئيسي في اكتشاف المواهب في موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
وفي الوقت الذي ندعم به بحثنا العلمي بطوابع تتصدر المعاملات الرسمية، بدأت الشركة الصهيونية “NSO”برأس مال قدره 6 مليون دولار وجندت ما يقارب 500 نابغة صهيوني متخصصين في علوم الاختراق التكنولوجي، وفي عام 2016 ارتفع رأس مال الشركة إلى مليار دولار أمريكي بعد بيعها نسخ من برنامجها “بيغاسوس” لأكثر من 30 دولة حول العالم بسعر 125 مليون دولار للنسخة الواحدة.
يكمن خطر هذا البرنامج بأنه يمكنه اختراق أي هاتف بمجرد الاتصال ورنين الهاتف، وبعدها ستكون جميع بيانات الهاتف المستهدف تحت سيطرة مستخدم التطبيق، وتمكّن الإسرائيليون عبره من اختراق أقوى أنظمة الحماية العالمية من ضمنها شركة “آيفون”، ولم يسلم من هذا الخطر الالكتروني كبار زعماء ورؤساء الدول الذين اخترقت هواتفهم عبر التطبيق المذكور أشهرهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
عام 2019، رفع تطبيق المراسلة “واتساب” دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية قال فيها إنها استخدمت إحدى الثغرات المعروفة باسم “ثغرة يوم الصفر” في نظام التشغيل الخاص به لتثبيت برامج التجسس لنحو 1400 هاتف.
تل أبيب تجنبت جميع الاتهامات التي وجهت إليها بشماعتها المعتادة وهي “محاربة الإرهاب”، فقالت إن الهدف الأساس من نشر التطبيق هو مساعدة الدول في القضاء على الارهاب، وإنه غير مسؤول عن استخدام بعض الدول للتطبيق للتجسس على مواطنيها.
وأجرى رئيس مجلس الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي إيال حولتا في تشرين الأول/2021 زيارة غير معلنة إلى العاصمة الفرنسية باريس، التقى خلالها نظراءه في “الإليزيه” بهدف إنهاء الأزمة بين تل أبيب وباريس على خلفية فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس”، الذي أفادت تحقيقات أنه استخدم للتجسس على هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهواتف مسؤولين فرنسيين آخرين.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تموز / 2021 عن مصدر في الشركة، إغلاق كيان الاحتلال الاسرائيلي نظام التجسس “بيغاسوس” بعد افتضاح أمره، إلا أنها كانت محض إشاعة، ومازال البرنامج قيد العمل بعد أن كشفت الشركة في تصريح لوكالة “بلومبيرغ الأمريكية” في كانون الاول / 2021 عن تفكيرها بعدة خيارات، من بينها إغلاق وحدة “بيغاسوس” المثيرة للجدل، ومحاولة بيع الشركة بأكملها، وذلك وفق أشخاص مطلعين على المسألة.
وتجري الشركة حاليًا مشاورات مع عدد من صناديق الاستثمار بشأن الخطوات التي يمكن اتخاذها لعمليات إعادة التمويل أو البيع الكامل، الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، نظرًا لأن المناقشات في طور السريّة حاليًا.
وبحسب وكالة “بلومبيرغ الأمريكية” فإنه من المحتمل أن يشتري الشركة جهات استثمارية أمريكية، اشترطت إغلاق وحدة بيغاسوس، وتحويل البرنامج إلى برنامج خدمات دفاعية بشكل حصري، وضخ استثمارات بحوالي 200 مليون دولار أمريكي فيه، إضافة إلى تصورات تم طرحها بشأن تطوير تقنيات الطائرات المسيّرة.