هاشتاغ سورية-زينا صقر
يمر لبنان هذه الفترة بحالة من الانهيار في جميع قطاعات و بالأخص القطاع الطبي نتيجة تفشي جائحة كورونا، و التي تسببت بالتدهور الاقتصادي العام في لبنان و اندلاع الاحتجاجات في الشارع مجددا للمطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية و التحرك باتجاه تأليف الحكومة التي طال مخاضها.
الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومية في تحرك منها لإنقاذ المتبقي من الكادر الطبي و التمريضي،أصدرت اليوم الخميس، بياناً قالت فيه “في أوقات الحروب والكوارث والأوبئة والجوائح تتعطل المدارس والجامعات وتعلن الدول حظر التجوال تتوقف حركة الطيران والسفر وتتعالى صيحات التحذير (الزم بيتك.. واحمِ نفسك)، صيحات قد تصلح مع البعض ولكنها لا تصلح للعاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين العاملين في المستشفيات الحكومية حيث يجدون أنفسهم في الصفوف الأولى على خط النار”.
وأضاف البيان: “تعد العدوى التي قد يتعرض لها الأطباء والعاملون في القطاع الصحي من القضايا الصحية المهمة والتي تفوق في تأثيرها قطاعات أخرى والأسباب لا تنتهي، منها أنهم ينتقلون بين المرضى، وبذلك قد يتسببون في نقل المرض إلى غير المصابين به، وأنهم يعودون إلى أسرهم، وقد يتسببون في نقل المرض إليهم، فضلا عن أن مسببات العدوى بالمستشفيات قد تتصف أحيانا بشراستها ما يجعل من حماية العاملين في القطاع الصحي من العدوى أمرا بالغ التعقيد. ناهيك عن ان عددا لا يستهان به من العاملين في هذا القطاع قد فقدوا حياتهم جراء اصابتهم اثناء قيامهم بواجبهم الإنساني”.
وجاء في ختام البيان: “استنادا الى ما اوردناه وبما انه قد تم التواصل مع اعضاء لجنة الصحة النيابية الذين وعدوا باقرار اعادة العاملين في المستشفيات الحكومية الى كنف وزارة الصحة وقد شهدنا على وعد رئيس اللجنة الدكتور عاصم عراجي بوضع مشروع هذا القانون على طاولة البحث في اول جلسة للجنة، سنعطي فرصة تاريخية انسانية لاثبات حسن النوايا لدى جميع الأفرقاء تجاه من حمى ودافع وقاتل باللحم الحي على الرغم من قلة الامكانات والتقديمات. بناء عليه سنبقي على اجتماعاتنا مفتوحة بانتظار تحقيق الوعود وسنكون حيث يجب ان نكون وسيبنى على الشيء مقتضاه في الوقت والمكان المناسبين”.
وطالبت الهيئة أيضا بـ “صرف مساهمات مالية عاجلة وخاصة للرواتب المتأخرة والمستحقات المالية الاخرى من منح مدرسية ومفعول رجعي والتعامل بالمساواة بين الادارات وكل من المؤسسات العامة والمستشفيات الحكومية في حال إقرار أي سلفة على رواتب القطاع العام”.
طبيب الأسنان و الجراحة التجميلية الدكتور عمران زهوي اعتبر في تصريح خاص ل ” هاشتاغ سورية” أن وضع الكادر الطبي في لبنان خلال جائحة كورونا و خصوصا الكادر التمريضي هو وضع سيء بالمطلق ” نحن في معضلة حقيقية حتى تعميمات حاكم مصرف لبنان بخصوص مستلزمات المشافي لفتح أقسامها أمام مرضى كورونا، لاتستطيع سد الاحتياجات اللازمة فعلياً “.
و فيما يتعلق بالممرضين في لفت زهوي الى أن الممرض في لبنان من أكثر المتضررين خلال تفشي كورونا بعد الأطباء لأنه أكثر شخص على احتكاك مع المريض، مع ذلك أقصى ما يتقاضاه الممرض في لبنان اليوم هو مليون و 800 ألف وكحد أدنى مليون و 200 ، أي مابين ال 120 و 850 دولار”. منوهاً أن الممرض ضمن هذه المعطيات لا يمكن له الستمرار، إضافة الى الأعداد الهائلة التي تهاجر من هذا القطاع، و هذا ما جعل الكادر الطبي يعاني من ندرة الممرضين إذا ما احتسبنا عدد الأسرة الى عدد الممرضين.
زهوي اقترح على الدولة زيادة ردخل الممرضين عن طريق منحهم أموال من فحص ال PCR ، أيضا ممكن للدولة مساعدة الممرضين من خلال توزيع جزء من أموال مخالفات الإقفال العام “بما أن الدولة على وشك الإفلاس و لا تستطيع زيادة الرواتب”.
زهوي أكد أن المساعادات الطبية التي أرسلتها قطر منذ ثلاثة أشهر، و المؤلفة من مستشفى ميداني مكون من ألف سرير، حتى اليوم لم تستطع الدولة استخدامه بسبب النقص بالكادر التمريضي.
مشيرا الى أن عدد الاصابات من الكادر الطبي و التمريضي وصلت حتى أمس الى ٢٢٤٢ إصابة بوباء كورونا.