الخميس, أكتوبر 17, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارأكثر من مجرد مباراة.. انعكاس الهوية الثقافية في نهائي أمم أوروبا

أكثر من مجرد مباراة.. انعكاس الهوية الثقافية في نهائي أمم أوروبا

 

تعكس المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا لكرة القدم لعام 2024، صوراً متشابكة تتعلق بالهجرة والهوية الثقافية والسياسة والاقتصاد في القارة العجوز.

إذ تعتبر كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، وتزداد هذه الحقيقة بالتزامن مع هذه المباراة، وفقاً لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية.

موجات الهجرة المتعاقبة

ففي إحدى ليالي تشرين الثاني/نوفمبر 2004، تعرض النجم الإنكليزي شون رايت فيليبس، لهتافات عنصرية كلما لمس الكرة، من جانب نحو 40 ألف مشجع إسباني.

وحدث ذلك في المباراة، التي أقيمت على ملعب “سانتياغو برنابيو” في مدريد.

وكانت تلك اللحظة مؤلمة للغاية في حياة النجم صاحب الأصول الأفريقية، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 23 عاماً فقط.

ومرت 20 سنة تقريباً منذ ذلك الحين، حيث تغيَّر الكثير في إسبانيا وبريطانيا وأوروبا عموماً، بسبب موجات متعاقبة من الهجرة وانتشار منصات التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضاً.. من هما طرفا المباراة النهائية في بطولتي “اليورو” و”كوبا أمريكا”؟

مشهد مختلف

حسب تقرير الوكالة الأميركية، فإن هناك مشهداً مختلفاً بانتظار عشاق كرة القدم، عندما يواجه منتخب “الأسود الثلاثة” فريق “الماتادور” في نهائي بطولة أوروبا.

وسيكون نجما المنتخب الإسباني لاعبين من ذوي البشرة الملونة، وهما نيكو ويليامز من أتليتيك بيلباو، واللاعب الشاب لامين يامال من برشلونة، البالغ من العمر 16 عاماً، وكلاهما من الجيل الثاني للمهاجرين.

وهذا التغيير يعكس تقدماً ملموساً، إذ أن المنتخب الإسباني الذي واجه إنكلترا في عام 2004 كان كل لاعبيه من البيض، إلا أن هذه التحولات ليست بالضرورة تعني انتهاء العنصرية.

فقد وصلت مجتمعات المهاجرين في المملكة المتحدة قبل فترة زمنية أطول مقارنة بإسبانيا، التي لم تجذب المهاجرين بشكل كبير حتى ازدهارها الاقتصادي في التسعينيات.

وحسب تعداد في عام 2021، فإن هناك حوالي 300 ألف شخص من أصول أفريقية وبشرة سوداء “جنوب الصحراء الكبرى” في إسبانيا.

بينما يبلغ عدد الأفراد من المجموعات العرقية السوداء في إنكلترا، 2.4 مليون.

قضايا مثيرة للجدل

منذ ثمانينيات القرن الماضي، تضمنت تشكيلة الفريق الإنكليزي دائماً لاعبين أصحاب بشرة سوداء، بينما حدث الأمر بعد سنوات عديدة في المنتخب الإسباني.

وفي ظل عام مليء بالانتخابات في أوروبا والبرلمان الأوروبي نفسه، أصبحت قضايا الهجرة والهوية مركزية ومثيرة للجدل، مما ألقى بظلال كبيرة على البطولة.

وعلى سبيل المثال، دعا اللاعبون الفرنسيون من أصحاب البشرة السوداء، بما في ذلك كيليان مبابي، الناخبين إلى منع سيطرة اليمين المتطرف على السلطة.

في المقابل، انتقد أعضاء في حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، منتخب بلادهم، معتبرين أنه ليس ألمانيّاً بما فيه الكفاية، في إشارة إلى وجود لاعبين من أصول أفريقية وتركية.

وخلص تقرير “بلومبيرغ”، إلى أن المباراة النهائية للظفر بكأس أمم أوروبا، ستكون أكبر من مجرد تنافس رياضي، بل عبارة عن معركة رمزية تعكس التغيّرات الاجتماعية والسياسية العميقة التي تعصف بأوروبا اليوم.

 

 

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة