دشن وزيرا الصحة والخارجية الألمانيان هيرمان غروهي وفرانك فالتر شتاينماير بعد ظهر الخميس بمطار تيجيل العسكري في برلين، أول طائرة من نوعها في العالم لنقل المصابين بفيروس الإيبولا والحالات الحرجة للمرض القاتل من دول غرب أفريقيا، وتقديم علاج أولي لهم في الجو قبل نقلهم إلى مراكز طبية متخصصة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الألمانية ‘لوفتهانزا’ كارستن سبور للجزيرة نت إن الطائرة -التي تمثل عيادة جوية فائقة التطور- تجمع بين خاصيتين تتحققان عالميا للمرة الأولى، وهما نقل مرضى الإيبولا بنظام عزل طبي محكم تنعدم فيه أي إمكانية لانتقال فيروس المرض من المصاب به إلى المرافقين، والتواصل بين المريض والفريق الطبي المصاحب له بشكل فائق الأمان.
وأوضح أن الطائرة الجديدة أنجزتها شركته خلال أقل من أسبوعين بتطوير إحدى طائراتها الإيرباص من طراز ‘أي340’، بإزالة جزء من مقاعدها ومطبخها وتقسيمها داخليا إلى جزأين، أحدهما وحدة عزل طبي مقسمة داخليا إلى ثلاث غرف من البلاستيك السميك.
مرضى ومرافقون وأشار سبور إلى أن الغرفة الأولى في وحدة العزل بها سرير لمريض الإيبولا وشاشة رقابة لحالته الصحية، وأجهزة تنفس صناعي وأشعة وتحاليل للدم ومضخة لنقل المحاليل الطبية، وأن الغرفتين الثانية والثالثة مخصصتان لاستبدال وتعقيم السترات الواقية للفريق الطبي المرافق للمريض المنقول، وتخزين الملابس النظيفة والمستعملة للفريق الطبي وجمع مخلفات المريض بشكل آمن.
وأوضح أن القسم الثاني من الطائرة يتسع لعشرين مقعدا مخصصا لعشرين مرافقا طبيا وتقنيا للمريض، وذكر أن وحدة عزل مريض الإيبولا بالطائرة مرتبطة بنظام تهوية لا يسمح بخروج أي هواء منها إلى القسم الثاني الذي يجلس فيه الفريق المرافق.
وأكد أن سبعمائة من طياري ومضيفي لوفتهانزا سجلوا أنفسهم للعمل تطوعا على الطائرة الجديدة.
وتمثل الطائرة الجديدة مشروعا مشتركا بين الحكومة الألمانية وشركة لوفتهانزا ومعهد روبرت كوخ الألماني الذي يعد أهم مركز بحثي بالعالم في مجال الأمراض والأوبئة، وأطلق على هذه العيادة الطائرة اسم عالم الأحياء الدقيقة ومكتشف فيروس السل العالم الألماني الشهير روبرت كوخ.
وتمنى وزير الصحة الألماني هيرمان غروهي أن تسهم الطائرة الجديدة بدور فعال في مكافحة مرض الإيبولا في غرب أفريقيا، حيث قضى 5689 شخصا بسبب الوباء القاتل المنتشر في ثماني دول هناك، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن المجتمع الدولي تحرك متأخرا لمواجهة الإيبولا، وأصبح مطالبا ببذل كل ما يمكن للقضاء على هذا الوباء، وأشار إلى أن بلاده مستعدة لوضع الطائرة الجديدة في خدمة أي دولة تطلبها.
مساعدة فريدة من جانبه اعتبر رئيس قسم الأمراض والأوبئة بمستشفى وكلية طب شارتيه في برلين البروفيسور ألكسندر أولريش أن طائرة نقل وعلاج مرض الإيبولا تمثل مساعدة طبية وإنسانية فريدة تعد الأكثر تطورا في العالم.
وقال أولريش -وهو المشرف طبيا على الطائرة الجديدة- إن الفارق بين هذه الطائرة والطائرات السابقة أن الجديدة يمكنها لأول مرة نقل حالات حرجة من المصابين بالإيبولا مع مرافقين طبيين بأمان محكم.
وأوضح في تصريح للجزيرة نت أن إمكانيات طائرات نقل المرضى بهذا المجال اقتصرت سابقا على مجرد نقل المصابين بفيروس الإيبولا في مراحله الأولى دون تقديم علاج.
ولفت الخبير الطبي الألماني إلى أن طائرة \’روبرت كوخ\’ يمكنها كذلك أن تنقل معالجين ألمانا أو من دول أخرى إلى بلدانهم، إذا أصيبوا بفيروس الإيبولا أثناء أداء مهامهم في مكافحة هذا المرض.