أموالنا بين أيديكم.
تقول الحكاية .. في أواسط سنوات الثمانينات وأول التسعينات في القرن الماضي تعرض مزارعو بانياس والمنطقة الساحلية بالعموم لنكسة اقتصادية هائلة.
هاشتاغ – رأي مرشد ملوك
في وقتها كان يدير المصرف الزراعي في تلك المنطقة ذات الأراضي الخصبة والمناخ المعتدل والمناسب جدا للزراعة، شخص لم يزل اسمه عالقا في ذاكرة أبناء المنطقة .. يسمى علي عبد الله رحمه الله .
باختصار.. في تلك الآيام ومن منتصف السبعينات بدأت الناس في الساحل السوري عموما وفي منطقة بانياس بشكل خاص بزراعة وتطوير الخضروات . وهذا مايفسر تطور الزراعة في تلك المنطقة وخاصة مايعرف اليوم بالخضروات البانياسية المشهورة إلى الحدود العالمية .
النكسة كانت بتعرض زراعات الساحل السوري ” للبعوضة البيضاء” التي أصابت الخضروات والليمون بنفس الوقت، ولم تجد طرق المكافحة لها سبيل ، فذاق المزارعون شظف العيش ، وجيل تلك المرحلة الزمنية يتذكر ذلك جيدا .
ليس إلا .. هنا كانت اللحظة المفصلية والتاريخية بتدخل المصرف الزراعي في بانياس – ومرونة – علي عبدالله- لإنقاذ الموقف الحرج ، ولم يقتصرالإقراض الزراعي لهنذا فحسب بل امتد إلى أغلب المناطق السورية وبضمانات الأرض ومستلزمات الإنتاج .
وبعدما ضخ المصرف الزراعي السيولة الكافية ، وتجلت فلسفة الإقراض الزراعي بأبهى صورها قامت نهضة زراعية ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية لم تزل آثارها مستمرة إلى اليوم.
لكن التناقض الغريب والمفاجىء اليوم هو أرقام فوائض السيولة المكدسة في البنوك العامة والخاصة والمنشورة بشكل دوري في التقرير الإسبوعي الذي يعده المصرف المركزي .
والتي وصلت في البنوك العامة والخاصة/ 3195/ مليار ليرة. منها ../ 1625/ مليار ليرة في بنوك الدولة.
وفي البنوك الخاصة العادية والاسلامية/ 711/ مليار ليرة .
ومقابل ذلك نجد أن الناس تعاني من الفاقة و القدرة على تنمية حياتها بأي شكل كان ، إنها مفارقة العجز والفجوة الاجتماعية والاقتصادية التي خلقتها الإدارات المصرفية السورية القائمة حاليا ، والواضح أن هؤلاء عجزة بكل ما تعني الكلمة !! فكيف يوكل لهم إدارة دم الاقتصاد القاني المتمثل بالسيولة!؟
كفاكم تعليق فشلكم وضعفكم على مشجب العقوبات والحصار والحرب فالناس ملت إلى درجة القرف من هذا الكلام .
السيولة موجودة باعترافكم … !!؟؟
الغريب أن الإدارات المصرفية السابقة في فترات الاستقرار والنمواجترحت حلولا مصرفية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وقدمت قروضا مفرطة في الصغر مثل برنامج ” سيدتي” الموجه للأسرة السورية، ابحثوا عنه في الأرشيف ستجدونه وغيره من البرامج المصرفية المتوقفة. على الأقل كرروا .. قلدوا.. فما بالكم اليوم غير قادرين على تقديم أي شيء .
وحقيقة فان تكليف رئاسة مجلس الوزراء في اجتماع خاص المصرف التجاري بوضع برنامج تمويلي للمشاريع الصغيرة هو ليس الأول، وهو دليل على عجز هذا المصرف العملاق والذي تحول إلى عاجز، عن تقديم المبادرات الإبداعية التي تحاكي الظروف التي تمر على البلاد.
مشاريع صغيرية واصغرية ومتناهية بالصغر تحتاجها اليوم كل أسرة سورية، سواء كان يوجد فردا منها يعمل في الدولة أو لا.
كل شيء موجود لدينا إلا الإرادة !!؟؟؟