هاشتاغ_ نور قاسم
يتزامن عيد الأم مع اقتراب رمضان الذي يحتاج إلى التحضير والتجهيز للمستلزمات الغذائية من قِبل الأُسر التي ستصوم في هذا الشهر الفضيل .
ويشعر السوريون بالإرباك والحيرة ما بين هذين الحدثين الهامين الذين جاءا في فترة ما بعد منتصف الشهر ، أي بمرحلة البدء بالتقشف ومحاولة التقليل من شراء الحاجيات إلا للضروري منها إلى حين حلول بداية الشهر لتقاضي الراتب.
حالة عَوَز
أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة قال ل”هاشتاغ” إن 90 بالمئة من السوريين تجوز عليهم الصدقات والزكاة في رمضان المبارك. وخلال السنوات السابقة كان المواطن يدخر قليلاً قبل الشهر الفضيل لكي يستطيع شراء بعض المستلزمات الغذائية لتخزينها. في حين أنه في هذا العام غالب الأُسر لا يوجد لديهم من المواد التموينية التي تسندهم خلال هذه الفترة وأصبحوا يشترون بأجزاء من الكيلو أي بالأوقية ونصف الأوقية ليتمكنوا من تأمين احتياجاتهم اليومية على أقل تقدير.
ويبرر ذلك بارتفاع الأسعار قبل رمضان بأيام معدودة ما بين 10 إلى 15 بالمئة. مؤكداُ انه “ليس معلوماً في حال بقائها على هذه النسبة أو أنها سترتفع”.
وأشار حبزة إلى أن غالب المواطنين يعانون من العَوَز الغذائي، وسوء التغذية للأطفال وكبار السن الذين لا يحصلون على المقدار الغذائي الكافي لأجسادهم.
مناشدة التجار
وناشد حبزة التجار بتخفيض نسبة أرباحهم إلى 10 بالمئة، وطالب السورية للتجارة البيع بأسعار مخفضة عن السوق تصل إلى 15 و 20 بالمئة وتتحمل عبء الخسارة قليلاً في ظل تأمين احتياجات المواطنين، ولاسيما أن أسعار صالات السورية للتجارة مقاربة للأسواق بشكل كبير.
وأشار حبزة إلى أن بعض الاقتصاديين توصلوا من خلال دراستهم لاحتياجات الأُسر بأن الأُسرة الواحدة تحتاج إلى مليون ونصف المليون ليرة كمردود شهري لكي يستطيعوا
تأمين الطعام والشراب فقط دون الدواء والكساء والتدفئة.
قلة الطلب لقاء العرض
وقال عدد من الباعة ل”هاشتاغ” إنه في هذا العام يُلاحَظ قلة الطلب في الأسواق مقارنةً مع السابق بالرغم من كثرة المواد المعروضة ودون وجود أي شيء مفقود في الأسواق، وأصبح الناس يبتاعون احتياجهم اليومي فقط أي ربع كيلو أو أوقية أو حتى نصف أوقية .
وبين باعة اللحوم ل”هاشتاغ” أن ارتفاع أسعار اللحوم يؤثر على عملهم أيضاً، فبالرغم من وجود بعض الشرائح القادرة على ابتياع اللحوم بالكيلو ونصف الكيلو ولكن أعدادهم قليلة جداً ، فاليوم مع وصول سعر كيلو اللحم إلى حوالي مئة ألف ليرة أدى إلى استغناء كثر عن الشراء وحتى الذين كانوا يشترون بالأوقية أصبحوا اليوم يطلبون بالنصف الأوقية.
المهندسة منال الأشقر قالت ل”هاشتاغ” إنها في هذا العام لن تستطيع الاحتفال بوالدتها ككل عام أو شراء قالب الكيك الذي يكفي لحوالي عشرة أشخاص لوصول سعره إلى حوالي المئة ألف ليرة وأكثر، ولكنها ستكتفي بمحاولة طهي قالب الكيك المنزلي أو شراء قالب سادة لتزيينه بالرغم من كلفته العالية أيضا، وأما الهدية فستكتفي بتعبئة العطر الذي وصل إلى عشرة آلاف ليرة بالرغم من أنه كان قبل حوالي شهرين ما بين خمسة إلى سبعة آلاف ليرة.
وأوضحت الأشقر ارتفاع الأسعار جداً وبفارق واضح ما بين الثلاثة أشهر الفائتة والآن ، فقبل ثلاثة أشهر كان كيلو اللحم الأحمر بحوالي خمسون ألف ليرة والأوقية منه حوالي عشرة آلاف أما اليوم الأوقية وصلت إلى حدود العشرون ألفاً ، وأما الدجاج فكان حوالي 24 ألفاً واليوم وصل إلى 41 ألفاً ، ما عدا غلاء الأجبان والألبان ، فكيلو اللبن أصبح حوالي 4500 ليرة وكيلو الجبنة ما بين عشرون إلى ثلاثون ألف ليرة .
الخوف من المرض
وبينت الأشقر أنهم يحاولون قدر الإمكان الاستغناء عن بعض الأمور وإن كانت أيضاً من الأساسيات لأن الوضع وصل إلى ما لا يُطاق أو يُحتمَل ، وأصبح الخوف من مرض أحد أفراد الأُسرة للتكاليف الكبيرة للمعالجة عند الطبيب والدواء .
أما الموظف في شركة المياه أحمد المعلوف بين ل”هاشتاغ” أنه في هذا العام لن يستطيع الاحتفال بوالدته أو زوجته لاقتراب شهر رمضان من جهة وكونه الأقرب من نهاية الشهر من جهة ثانية أي مع البدء بالتقشف والاكتفاء بأساس الأساس للمستلزمات الغذائية مع الغلاء الكبير سواء في الخضار أو الأجبان والألبان والخضار ، فطبَق البيض وصل إلى ما بين 25 و 30 ألف ليرة، وكيلو السمن النباتي إلى حوالي 30 ألف ليرة ، والتمر ما بين عشرون إلى أربعون ألف ليرة ، وبيّن المعلوف أن ما يعينه على المصروف الكبير لأسرته عمله بدوام آخر في فترة بعد الظهيرة كبائع خضار عند أحدهم، على الرغم من عدم توقعه لوصوله في يوم من الأيام إلى اضطراره للعمل كأجير لقاء لقمة العيش.