هاشتاغ-عبد الرحيم أحمد
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بـأنه لا يزال القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر مستمراً في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أدى إلى المزيد من الضحايا المدنيين والنزوح وتدمير المنازل والبنية التحتية المدنية الأخرى وسط تفشي الأمراض جراء نقص المياه والأدوية.
وفي تقريرها الدوري رقم 199 تاريخ 2 آب الجاري ذكرت أوتشا أن وكالات الأمم المتحدة والسلطات المحلية “حذرت من أن هناك خطراً كبيراً من انتشار المزيد من الأمراض المعدية في جميع أنحاء غزة وسط الندرة المزمنة للمياه وعدم القدرة التامة على إدارة النفايات والصرف الصحي.”
وبحسب التقرير فإن القصف الإسرائيلي أدى في الفترة ما بين ظهر يوم 29 تموز ̸ يوليو و1 آب/أغسطس، إلى استشهاد 117 فلسطينياً وجرح 205 وفقاً لوزارة الصحة في غزة ليرتفع عدد الشهداء منذ 7 تشرين الأول̸ أكتوبر 2023 إلى 39480 فلسطينياً و91128 جريحاً.
وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني بحسب أوتشا أنه “تم انتشال 42 جثة من منطقة شرق خان يونس” بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن “نقص الموارد وخطورة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تعيق قدرة فرق الدفاع المدني على الوصول إلى جميع المناطق المتضررة.”
القصف الإسرائيلي يحد من العمليات الإنسانية
ويؤكد التقرير أن عمليات القصف الإسرائيلية المتواصلة أدت إلى “الحد بشدة من العمليات الإنسانية وإجبار نقاط توزيع الغذاء على الإغلاق والإخلاء”، بحسب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. وقد أدت عمليات تسليم الوقود المحدودة والأعمال العدائية المستمرة إلى تقييد القدرة على تشغيل المرافق الحيوية، بما في ذلك المخابز.
ويوضح التقرير أنه في انتكاسة كبيرة إضافية للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة، “دمر الجيش الإسرائيلي بالمتفجرات في 27 يوليو/تموز منشأة رئيسية لإنتاج وتوزيع المياه، في منطقة تل السلطان بمحافظة رفح” وأن الدمار من شأنه أن يؤثر بشدة على معالجة المياه وتوزيعها الآن وخلال مرحلة التعافي.
ويورد التقرير أن بلدية خان يونس خسرت 50 في المائة من آلياتها فيما خسرت بلدية غزة 80% من آلياتها جراء تقرضها للقصف وأصبحت خارج الخدمة مما أثر سلباً على القدرة على جمع ونقل النفايات الصلبة وفتح الطرق وإزالة الأنقاض ومعالجة طفح مياه الصرف الصحي، مما يؤدي إلى تفاقم وتدهور الظروف الصحية والبيئية العامة وانتشار الأمراض.
المستشفيات تكافح بالرمق الأخير..
وينقل التقرير عن منظمة أطباء بلا حدود قولها “إن المستشفيات في غزة تكافح من أجل التكيف مع الوضع حيث أصبحت مكتظة بالمرضى الجرحى بسبب حوادث الإصابات الجماعية المتتالية.
وأشارت المنظمة إلى أن هجوم 27 تموز̸ يوليو على مدرسة خديجة وجه ضربة قوية لمستشفى الأقصى في دير البلح، الذي كان يضم قبل الحرب 220 سريراً ويقدم الآن الرعاية لـ 550-600 مريض. فيما يعاني مجمع ناصر الطبي في خان يونس نقص حاد في وحدات الدم.
وتقول أليس وورسلي، مديرة أنشطة التمريض في أطباء بلا حدود في مستشفى الأقصى: “حتى الاستجابة الأكثر تفانياً لا يمكنها دائماً إنقاذ الأرواح بدون إمدادات وأسرة وطاقم طبي كافٍ”.
وفي الوقت نفسه، يستمر التهاب الكبد الوبائي (A) في الانتشار في جميع أنحاء غزة، حيث يتم الإبلاغ عن 800 إلى 1000 حالة جديدة من متلازمة اليرقان الحاد أسبوعياً في المراكز الصحية والملاجئ التابعة للأونروا.
ومنذ تشرين الأول ̸ أكتوبر 2023، سجلت الأونروا ما يقرب من 40 ألف حالة في ملاجئها وعياداتها، مقابل 85 حالة فقط خلال نفس الفترة قبل الحرب. وأكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن “هذه زيادة مخيفة”.
قيود الاحتلال تمنع وصول المساعدات الإنسانية..
ويؤكد التقرير أن القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على دخول الإمدادات الإغاثية تعيق وصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين وخصوصاً مع استمرار إغلاق معبر رفح، واستمرار الأعمال العدائية ورفض إدخال العديد من الشحنات الإنسانية.
وبحسب التقرير تراجع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بنسبة 42% حيث لم تدخل في الفترة مابين 1 و29 يوليو/تموز، سوى ما معدله 77 شاحنة يومياً مقارنة بالمتوسط اليومي البالغ 132 شاحنة بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان 2024.