الأربعاء, أكتوبر 9, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارأولمبياد الخدع البصرية

أولمبياد الخدع البصرية

هاشتاغ-رأي- زياد شعبو

يبدو أن ميادين الرياضة ستكون منصات المستقبل الأكثر استثمارا واستغلالا بشكل واضح حد الوقاحة في توجيه المجتمعات وإعادة صياغة الوعي الإنساني مستغلة أدوات التكنولوجيا كلها في خدمة أغراض بعيدة عن مغزى المنافسات الرياضية وأسباب وجودها.

ولعل أولمبياد “باريس 2024” شعلة البداية في تغييرٍ مرسوم مسبقاً ليستمر لاحقاً في المحافل الرياضية العالمية بغية تكريس انحرافات تمس قيم المجتمعات الإنسانية على اختلاف مشاربها وتعبث بالقيم الرياضية وصكوكها الأخلاقية التي أقميت على تلك الأسس منذ عشرات السنين.

طقوس من الخواء الأخلاقي في باريس

لقرابة أربع ساعات خطط المنظمون لحفل الافتتاح الأولمبي على أنه حفل استثنائي سيقام لأول مرة خارج الصالات والملاعب وفي منطقة مفتوحة على ضفاف نهر السين الباريسي، تمهيدا لمررو بعثات الرياضيين الـ10500 المشاركين في هذه النسخة الأولمبية.

وبدأ الحفل كأنه احتفال بطقوس سرية بما يحمله من رسائل مشفرة ومحتوى حركي مليء بالألوان والأضواء والبهرجة وضجيج غير منسق لخلفية مشهدية تمر من خلالها مجموعة من القوارب تحمل رياضيين يشقون طريقهم إلى محطات غير مترابطة من مخرجات المجتمع الفرنسي، جرى عرضها بتراتبية زمنية لكنها تحمل بين طياتها وطريقة عرضها ومضات تحاكي اللاوعي البشري وتوجه نحو مفاهيم متنافرة مع إيمانه واعتقاده وسويته الأخلاقية.

ويتكشف للمرء ماهية ما شاهده بعد نهاية الحفل بوصفه دليلا ملموسا على أن سيناريو الطقس كان محضراً ليسلب ويخدر الوعي طوال 4 ساعات جرى تمريرها وكأنك لا تملك حيلة اتجاه إيقاف مشاهدتك مجريات الحدث مستغلة النقل المباشر للحدث الرياضي الأبرز الذي يتابعه مئات الملايين من البشر بمختلف أعمارهم وجنسياتهم ومعتقداتهم.

لعل المشهدية الرمزية التي نالت ملاحظة المشاهدين جميعهم هي اللوحة التمثيلية للعشاء الأخير التي تصور السيد المسيح مع تلاميذه، إذ جرى إسقاطها بأشنع مشهد تمثيلي أبطاله من الشواذ والمتحولين جنسياً، مترافقا مع رقصات هستيرية، هذا المشهد من مشاهد أخرى كان أبطالها أيضا من الشواذ والمتحولين جنسيا.

في ترويج ممنهج سبقته مناسبات عدة تهدف لتكريس هذا المرض على أنه فطرة بشرية طبيعية وتحضير ليوم يطالبون فيه بحقوقهم بصفتهم رياضيين وتتحول هذه المناسبات لفئة من الرجال وفئة من السيدات وأخرى مفروضة من المتحولين والشواذ.

وفي مشهد آخر يكشف زيف القيم الغربية التي تدعي الإنسانية وقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان تتكشف معايير الازدواجية مع مشاركة بعثة كيان الاحتلال نصفها ممن شاركوا في الحرب البربرية على الشعب الفلسطيني، في حين يمنع الرياضي الروسي من المشاركة وفق المعايير المزيفة نفسها التي يدعيها الغرب.

عموما النسخة الثالثة والثلاثين من الألعاب الأولمبية تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت وهذا يجعلها أسوأ النسخ بعدما حذفت اللجنة المنظمة تسجيل حفل الافتتاح من منصة يوتيوب إثر الانتقادات التي نالها من كل حدب و صوب، عدا عن سوء التنظيم الذي ظهر في تلوث نهر السين وتعطل سباق الترياتلون وأزمة التنقلات الخانقة بين القرية الأولمبية وملاعب وصالات المنافسات، وتعرض بعض البعثات لتخريب معداتها وحالات السرقة في الشوارع.

عموماً على المجتمعات والاتحادات القارية أن تأخذ دروسا مما حدث وقد يحدث قبل ختام الأولمبياد، لمحاربة هذه السياسات التي تعمل بعض الدول لتكريسها وإجبار المنظمات الرياضية الدولية على تغيير أنظمتها السلوكية والأخلاقية وقيمها التي تجمع البشرية على أساس أخلاق المنافسة واحترام معتقدات المجتمعات بعضها لبعض.

مقالات ذات صلة