زياد شعبو
الفترة التي نقضيها كمشجعين لكرة القدم خلال أيام الفيفا هي أقرب ما تكون لإجازة من الشغف، فمتابعة المنتخبات هي مرحلة ذات جانب عاطفي أكثر مما هي عليه عند متابعة الدوريات و الأندية الكبرى في أوربا.
الحالة أشبه ما تكون بإنجاز الواجبات دون أي ضغوط، قد يكون الأمر ناتجا عن الأيام الفاصلة أسبوعيا لمشاهدة مباريات الدوريات الكبرى والحماس الذي يرافق المنافسة الأسبوعية، بينما الحال في المنتخبات بعيدا عن البطولات القارية المجمعة تكون أشبه بعوارض أنفلونزا فصلية كروية مع تبدل الفصول لابد من الإصابة بها ومتابعتها.
الخلاصة أن هذه اللعبة كلما احتلت مساحة جماهيرية أضيق كلما اتسعت المنافسة و بشكل مطرد ارتبطت بالمشجعين المحليين و حياتهم اليومية أكثر فأكثر ولهذا ستبقى اللعبة الأكثر شعبية على مر العصور بتاريخ البشرية .
هذا ما أشعر به على الصعيد الشخصي كلاعب سابق و مدرب ومتابع حالي في عالم كرة القدم.
أنتظر مباريات الدوري الإنكليزي على سبيل المثال لينتعش ويشتغل شغفي مجددا بعد نهاية أيام الفيفا لما تحمله كرة القدم الإنكليزية من معيايير منافسة قصوى على كافة المقاييس، فما خاب من أطلق على أي مباراة في هذا الدوري أنها وجبة مثالية تشبع كل رغبة كروية سواء كان المتلقي من عامة الجمهور الكروي أو كان لاعبا سابقا و مدربا يدرك ما يدور خلال ال90 دقيقة .
في حديث الجولة الماضية من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم كان العنوان الملفت أن ليفربول كسب خمس نقاط من مباراة واحدة بعد أن نجح كلوب بقلب تأخره بهدف إلى انتصار بهدفين على أعند مدرب لعب أمامه ديزيربي برايتون. و في المباراة التالية تماما ضاعف كسبه بعد تعثر السيتي والأرسنال بالتعادل السلبي، ما أتاح الصدارة المؤقتة لليفربول.
و قبلهما مباراة نيوكاسل و ويست هام التي قلب فيها نيوكاسل تآخره إلى انتصار برباعية مقابل ثلاثة.
ما ميز هذه الجولة التي جاءت بعد عطلة الفيفا، أن أغلب المباريات شهدت تدخلات بدنية أعلى من المستوى المعتاد عليه ومباراة القمة بين السيتي وأرسنال تصلح كمقياس لما أود قوله.
وشهدت هذه الجولة إشهار 42 إنذارا بما يقارب 6 إنذارات في المباراة الواحدة وسطيا.
هذا ما يمكن أن نقول عنه الآثار الجانبية لعطلة الفيفا على الكرة الإنكليزية التي يلعب ضمن أنديتها عدد كبير من لاعبي و نجوم المنتخبات الوطنية، فنزهة الفيفا هي كأي نزهة تستمتع فيها لكن عندما تعود للمنزل يكون التعب قد أنهكك.
و رياضيا موسم كرة إنكليزية مزدحم محليا، أضف عليه المشاركات الدولية للاعبين فالناتج حكما عملية استعصاء بدني و خاصة مع اقتراب الموسم من نهايته، ما يجبر المدربين على ابتكار الحلول التكتيكية المرنة في مباراة واحدة، وبالتالي يجعل هذا مشاهدتنا أكثر حماسة في كل طور من المباراة وخاصة ان اللقب لم يحسم و لن يحسم حتى آخر لحظة من اخر جولة.
جرعات مركزة تنتظرنا في المراحل المقبلة مع سيناريوهات لا تحدث إلا في عالم الكرة الإنكليزية على أمل أن لاتضيع علينا مشاهدة كل مباراة رغم صعوبة الأمر.