استمرت حملة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأكثر من عام، إلا أن الفشل في تحقيق “نصر مطلق” على حركة “حماس” و”حزب الله” لا يزال يطارد نتنياهو.
وعلى الرغم من نجاحات محدودة ميدانياً، يبقى هاجس الفشل والعودة إلى نقطة الصفر حاضراً في سلوك نتنياهو وقراراته.
نشوة القوة أم هاجس الفشل؟
يعيش نتنياهو حالة من “نشوة القوة وسكرة الغطرسة” بعد تنفيذ جيشه لعدد من الهجمات النوعية، مثل اغتيال قادة المقاومة وتحقيق نجاحات أمنية، إلا أن الحقائق على الأرض والإنجازات الميدانية للمقاومة تعيده مراراً إلى نقطة الصفر.
وتثير تساؤلات كثيرة حول حقيقة الإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية واللبنانية، لا سيما في ظل الخسائر الفادحة التي يتكبدها جيش الاحتلال والسياسة الخارجية الإسرائيلية، بما في ذلك إمكانية جر إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية.
الخسائر البشرية الإسرائيلية تتزايد
منذ بداية الحرب، تزايدت الخسائر البشرية في صفوف الجيش والجمهور الإسرائيليين، حيث تشير تقارير صحفية إلى انضمام نحو ألف جندي شهرياً إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع.
ومع ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى، تتصاعد حالة الإحباط في صفوف الإسرائيليين.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي شالوم ليبنر في مجلة “ناشونال إنترست” إن “مشاعر الإحباط وخيبة الأمل ما زالت تسيطر على أغلبية الإسرائيليين” بعد مرور أكثر من عام على هجوم “طوفان الأقصى”.
هجمات حزب الله وتحدي حيفا
شكّلت هجمات حزب الله على العمق الإسرائيلي مساراً جديداً في الصراع، إذ أطلق الحزب شعار “سنجعل حيفا مثل كريات شمونة”.
وهو ما تحقق بالفعل عندما أصابت طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في قيساريا، ما اعتبره المحللون فشلاً ذريعاً لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
النزوح الداخلي.. أزمة غير مسبوقة
لجأت الحكومة الإسرائيلية إلى إجلاء آلاف الإسرائيليين من منازلهم في المستوطنات القريبة من غزة والحدود اللبنانية.
وبلغ عدد النازحين 120 ألفاً، بينما تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى نصف مليون نازح، ما يشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة الإسرائيلية في توفير الإيواء والنفقات.
الملاجئ غير كافية.. وفجوة الحماية تتسع
أظهرت هجمات المقاومة قصوراً في جاهزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث يختبئ أكثر من مليوني إسرائيلي في الملاجئ.
بينما تعاني الملاجئ العامة والغرف المحصنة من نقص في الحماية التامة ضد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة.
الهجرة العكسية.. تهديد وجودي لـ “إسرائيل”
تشكل الهجرة العكسية تحدياً وجودياً لـ “إسرائيل”، حيث تشير التقارير إلى أن نحو ربع الإسرائيليين فكروا في الهجرة بسبب الوضع الأمني المتدهور.
وكشفت الصحف الإسرائيلية عن أن نصف مليون إسرائيلي غادروا “إسرائيل” ولم يعودوا حتى الآن منذ بدء الحرب.
العمليات الاستشهادية والعودة لساحة المعركة
أعلنت “كتائب القسام” و”سرايا القدس” عن عودة العمليات الاستشهادية في الداخل الفلسطيني، وهو ما يعد تحولاً استراتيجياً في المعركة.
هذه العمليات أثارت مخاوف كبيرة لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية بسبب الخسائر المتوقعة، خاصة بعد عملية يافا التي أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16 آخرين.