مع اقتراب انتقال السلطة في البيت الأبيض، تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تسريع وتيرة دعمها العسكري لأوكرانيا بشكل كبير.
وتأتي هذه الخطوة تحسباً لتغيير محتمل في السياسة الأميركية تجاه الحرب الأوكرانية مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في كانون الثاني/ يناير المقبل.
زيادة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا
بحسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، تعمل إدارة بايدن على إرسال كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى أوكرانيا.
ويهدف ذلك إلى تعزيز موقف كييف الميداني قبل أن يترك بايدن منصبه.
وتشمل الإمدادات التي تم الإعلان عنها مؤخراً قذائف مدفعية، وصواريخ طويلة المدى، وألغاماً مضادة للأفراد.
وقد أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الإثنين الماضي، أن الولايات المتحدة سترسل مساعدات إضافية بقيمة 725 مليون دولار إلى أوكرانيا، بما في ذلك ذخائر مضادة للطائرات المسيّرة، وصواريخ لأنظمة “هيمارس”.
تحديات أمام إدارة ترامب المقبلة
إدارة ترامب المقبلة تواجه إرثاً معقداً يتمثل في تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب التوترات في الشرق الأوسط.
وكان ترامب قد تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة فقط من توليه السلطة، معلناً عن نيته تعيين الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ مبعوثاً خاصاً لروسيا وأوكرانيا.
كيلوغ، الذي شغل سابقاً مناصب بارزة في الأمن القومي خلال إدارة ترامب الأولى، اقترح في وقت سابق ربط الدعم الأميركي لأوكرانيا بمحادثات السلام، مع زيادة تسليح كييف بشكل أكثر عدوانية لإجبار روسيا على تقديم تنازلات.
قلق بشأن تأثير المساعدات العسكرية
على الرغم من الجهود الحثيثة لتزويد أوكرانيا بالدعم العسكري، يبرز قلق داخلي بشأن تأثير هذه المساعدات على جاهزية الجيش الأميركي.
قادة عسكريون في واشنطن حذروا من أن استمرار إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا قد يؤدي إلى استنزاف مخزونات الولايات المتحدة وتقليص قدراتها في التعامل مع أزمات أخرى في مناطق ساخنة مثل آسيا والشرق الأوسط.
وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية: “جاهزية الجيش الأميركي قد تتعرض لخطر شديد إذا لم تتم موازنة الاحتياجات العالمية مع متطلبات الدعم العسكري لأوكرانيا”.
مخاوف بشأن التجنيد الأوكراني
من جهة أخرى، أشار تقرير واشنطن بوست إلى أن الجيش الأوكراني يواجه تحدياً كبيراً يتعلق بنقص عدد الجنود.
وبحسب مصادر أميركية، فإن عدد أفراد الجيش الأوكراني الحالي يبلغ 160 ألفاً فقط، ما يجعل قدرة أوكرانيا على استيعاب الدعم العسكري الأميركي محل شك.
هذا الأمر أثار إحباطاً داخل إدارة بايدن، خصوصاً مع رفض كييف خفض سن التجنيد لزيادة عدد المقاتلين.
وقد حثت واشنطن القادة الأوكرانيين على “استغلال الفرصة” لتوسيع قواتهم العسكرية، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أميركيين.
رسائل حازمة من واشنطن إلى كييف
في محاولة لتعزيز القدرات الأوكرانية، أشارت تقارير إلى أن إدارة بايدن أعطت الضوء الأخضر لكييف للقيام بعمليات عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تهدف إلى منح الجيش الأوكراني “مساحة للتنفس”، لكن ذلك يتطلب جهداً إضافياً من القيادة الأوكرانية في مجال التجنيد العسكري.
شكوك حول السياسة الأميركية المقبلة
مع اقتراب تولي ترامب للسلطة، يبقى مستقبل الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا غامضاً.
وقد أثار نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس، بالإضافة إلى إيلون ماسك، شكوكاً بشأن استمرار المساعدات الأميركية لكييف.