نقلت “قناة إسرائيلية” خبر تكريم “إحدى أعضاء الموساد الإسرائيلي، لدور لعبته في صفقات التطبيع التي عقدت مؤخراً بين بعض الدول العربية والكيان”.
وحسب التحقيق، فإنه “في كانون الأول/ ديسمبر الماضي شهد الكشف عن قصة مقاتلات الموساد، عندما قام رئيس الجهاز، يوسي كوهين، بمنح شهادات التميز لثمانية من نساء الجهاز، وتم تعريف إحداهن بأنها ضالعة في توثيق علاقات الموساد والخليج، ما أسفر في النهاية عن توقيع اتفاقيات التطبيع”.
وكشف التحقيق التلفزيوني “الإسرائيلي” عن ما سماه “عالم نساء المخابرات الإسرائيلية، من حيث كيفية تجنيدهن، والمهام التي يتم إرسالهن لأدائها، والتكلفة الشخصية التي تأتي مع مخاطر الوظيفة، وأهم ملامح هذا العنصر في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية”.
وأضاف شاي ليفي، في تحقيقه المصور على “القناة 12″، أن “واحدة من هذه السيدات الاستخباريات هي “يائيل”، إحدى عناصر جهاز “الموساد”، التي وقفت خلف تنفيذ عملية “ربيع الشباب” في قلب بيروت، ما أكسبها على مر السنين شهرة”.
الدور النسائي موجود منذ؟!
وأشار التحقيق إلى أن “نساء الموساد، ومنذ تأسيسه، عملن في أدوار أساسية تماماً مثل زملائهن الرجال، ففي وقت مبكر من التسعينيات، تم تعيين إحداهن نائبة لرئيس الجهاز، وهي أليزا ماغين، المديرة السابقة لوحدات وأقسام العمليات، وفي الستينيات تم تعيين يهوديت ناسياهو لإدارة أقسام الأبحاث في الموساد، وفي 2015 عين رئيس الموساد آنذاك تامير باردو، سيدة في قسم الموارد ورئيس هيئة مكافحة الفساد في الجهاز”.
وفي تقارير سابقة، تم الحديث عن “أخطر عملية قامت بها إحدى مقاتلات الموساد تمثلت في اغتيال علي حسن سلامة، ضابط العمليات في تنظيم أيلول الأسود، مؤسس وقائد القوة الـ17 لحركة فتح، وأغلق الموساد حسابه معه في عام 1979، وقد تم ذلك من خلال عضوة الموساد المعروفة باسم، إيريكا تشامبرز، التي وصلت إلى بيروت، وهي التي ضغطت على الزر الذي يفجر القنبلة”.
وكشف أنه “في 2012 أقر الموساد ولأول مرة تعيين خمس نساء على مستوى قيادي، رغم أن تجنيد النساء العازبات أكثر سهولة، أما المتزوجات فإنهن عادة ما يكن عرضة للطلاق، ونسبة طلاق نساء الموساد مرتفعة للغاية، لأنهن يتركن كل الدفء العائلي، ويذهبن للمخاطرة بحياتهن، ويتركن أزواجهن وأولادهن”.
وأشار التقرير إلى أن “نساء الموساد يعملن في جميع أنحاء العالم تحت مسميات مختلفة، وفي كل دور ممكن، وبعضهن مثل تمار، تعمل في شعبة العمليات المعروفة باسم قيسارية، ويجرين فيها تدريباتهن وفحوصاتهن، وينفذن عملياتهن داخل أخطر الدول المعادية لإسرائيل، من خلال إخفاء هوياتهن الإسرائيلية واليهودية”.
وأوضح أن “من أخطر المهام التي نفذتها خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 الذهاب إلى جبهة الجيش المصري، لتسجيل عدد السفن والدبابات، وإبلاغ مقر الموساد في إسرائيل بهذه المعلومات”.
وأشار إلى أن “عميلات أخريات أقمن في العاصمة اللبنانية بيروت، وبدأن بجمع المعلومات الاستخبارية عن مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية الذين سيصبحون أهدافاً لعمليات الاغتيال، خاصة كمال عدوان، وأبو يوسف النجار، وكمال ناصر، من خلال مراقبتهم من شقة استأجرنها أمام منازلهم، ورصد روتينهم اليومي”.
عن سر توقيت.. “التكريم”!
الخبر، حسب تقارير ورادة من وسائل إعلامية عدة، يحمل الكثير من إشارات الاستفهام حول حقيقته وابعاده والهدف من توقيت نشره في الوقت الحالي، على الرغم من أن التكريم كما ذكر الخبر نفسه، جرى في كانون الأول/ ديسمبر، العام الماضي؛ حيث أن هذا الخبر ربما أنه يحاول تضخيم دور “الموساد”، كلاعب في الكثير من الملفات في العالم.
وقالت وسائل إعلامية فلسطينية، إن هذا الخبر “ينصب في سياق التضخيم الإعلامي الذي ينتهجه الكيان الإسرائيلي فيما يتعلق بتضخيم دور العناصر النسائية التابعة له ضمن سياسة قديمة متجددة ربما يكون لها أهداف معينة على المدى البعيد، وهذا بالتأكيد لا يعني أن هذا الدور غير موجود بل أن حديثنا يدور عن محاولة تضخيم هذا الدور وتسليط الضوء عليه من قبل الإسرائيليين أنفسهم”.
ما وراء تجنيد النساء في الجيش؟
حرصت “إسرائيل” خلال السنوات الأربع الأخيرة، على تجنيد أكبر عدد ممكن من النساء؛ من أجل التغلب على مشكلة نقص المجندين الرجال في صفوف الجيش “الذي تآكلت مؤخراص قوة ردعه”، وفق خبير عسكري فلسطيني.
وتتركز خدمة المجندات في المناطق الحدودية بين “إسرائيل” وبين كل من الأردن ومصر، وهي الحدود الأكثر هدوءاً، ويخدم معظمهن في فرق مقاتلة مختلطة من النساء والرجال، بحسب موقع “المصدر” الإسرائيلي.
وأشار الموقع في تقرير له، إلى أن النساء أصبحن “قوة هامة في الحفاظ على الأمان في الحدود الإسرائيلية”، ناقلاً عن المحلل السياسي لدى صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئيل، قوله إن “إسرائيل قلصت مؤخرا الخدمة الإلزامية للرجال في الجيش الإسرائيلي بستة أشهر”.
وأوضح “المحلل الإسرائيلي” أنه “تم استغلال موارد كثيرة في الجيش لمواجهة التهديد من غزة، وكذلك لمواجهة انتفاضة الأفراد (الانتفاضة الثالثة) في الضفة الغربية؛ خلال السنة الماضية”، لافتاً إلى أن “التحاق النساء بالخدمة في الجيش كمقاتلات؛ يتيح للجيش أن يتغلب على مشاكل النقص في الموارد البشرية من المقاتلين، وأن يبذل جهودا وموارد لتشجيعهن على الالتحاق بالخدمة في هذه الوظائف”.
وتوقع هرئيل، أن “التغير الإيجابي الذي طرأ في المجتمع الإسرائيلي؛ سيزيد من أعداد النساء في الوظائف القتالية بالجيش”، مؤكدا أن معدل النساء في الجيش الإسرائيلي ارتفع من ثلاثة بالمئة قبل أربع سنوات، ليصل اليوم إلى سبعة بالمئة.
عزوف الرجال!
من جانبه؛ أكد الخبير العسكري الفلسطيني، اللواء واصف عريقات، أن هناك “عزوفا من الرجال عن التجنيد في صفوف جيش الاحتلال، وهو ما أنتج نقصاً في القوى البشرية باعتراف قادة العدو”.
وأشار إلى أن “اهتمام الإعلام الإسرائيلي ببث بعض المواد التي تعكس الدور المهم الذي تلعبه المجندات في صفوف الجيش؛ شجع الإسرائيليات على طلب التجنيد”.
ورأى عريقات، أن عمليات المقاومة “النوعية” التي وقعت مؤخرا في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة؛ أدت إلى “زعزعة ثقة الجندي والضابط الإسرائيلي بنفسه، وأصبح يخشى على حياته”، مشيرا إلى أن “عددا كبيرا من الجنود والضباط الإسرائيليين يراجعون بشكل دوري عيادات الأمراض النفسية”.