في ساعات مبكرة من يوم الثلاثاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في جنوب لبنان، بعد سلسلة من الغارات الجوية الدامية التي أسفرت عن اغتيال أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، وعدد من مساعديه، إضافة إلى استشهاد نحو ألف شخص في عدة مناطق من لبنان.
ومع بدء هذه العملية، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد العسكري، حيث تسعى “إسرائيل” إلى توجيه ضربة قاضية لحزب الله بعد اغتيال نصر الله.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تصعيد كبير تشهده المنطقة، وسط توقعات بمزيد من التوترات بين “إسرائيل” وحزب الله.
الإعلان عن العملية العسكرية
أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أن القوات بدأت بتنفيذ عملية برية “مركزة” في جنوب لبنان.
وجاء في بيان الجيش: “بدأنا عملية برية محددة جنوبي لبنان وفقا لقرار المستوى السياسي”.
وأوضح البيان أن هذه العملية تأتي بعد توجيهات مباشرة من القيادة السياسية، وتركز على عدد من القرى القريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن هذه العملية تتم تحت إشراف هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية، وهي جزء من خطة عسكرية أكبر تهدف إلى تحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها إعادة الأمان لسكان شمال “إسرائيل”.
مساندة جوية ومدفعية
أضاف المتحدث باسم الجيش أن العملية البرية تترافق مع دعم جوي ومدفعي مكثف، وذلك لتوفير غطاء للقوات الميدانية خلال توغلها في الأراضي اللبنانية.
وقال: “ترافق العملية البرية مساندة جوية ومدفعية”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية تهدف إلى تعزيز السيطرة على المناطق الحدودية والتصدي لأية تهديدات محتملة من جانب حزب الله.
رد حزب الله على الهجوم
وفي الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تواصل تقدمها داخل الأراضي اللبنانية، رد حزب الله بإطلاق عدة صواريخ باتجاه الشريط الحدودي، حيث يحتشد الجنود الإسرائيليون.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن الهجوم الصاروخي جاء في محاولة لتعطيل التقدم البري وإحداث خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، أطلق حزب الله حوالي 35 صاروخًا على شمال “إسرائيل” خلال 40 دقيقة فقط بعد منتصف الليل، ما يعكس حجم التوتر العسكري على الجبهة.
الغزو البري.. خطوة مفاجئة
نشرت وسائل إعلام أميركية، مثل قناة “إن بي سي”، تصريحات لمسؤولين أميركيين أكدوا فيها أن “الغزو البري في لبنان قد بدأ”.
وجاءت هذه العملية بعد تقييم طويل للوضع الميداني عقب اغتيال نصر الله، حيث تسعى “إسرائيل” إلى توجيه ضربة عسكرية كبيرة لحزب الله ومنعه من إعادة تنظيم صفوفه بعد الضربة الجوية التي أودت بحياة قياداته.
كما نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن قوات المشاة الإسرائيلية، بدعم من الطيارين وقوات المدفعية، بدأت بالدخول إلى الأراضي اللبنانية.
كما أوردت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن وحدات خاصة من الكوماندوز توغلت داخل لبنان، في محاولة للسيطرة على مواقع استراتيجية وتأمين تقدم القوات الإسرائيلية.
عمليات متزامنة في ساحات أخرى
من جهة أخرى، أكد الجيش الإسرائيلي أن الحملة العسكرية في الشمال تأتي بالتزامن مع عمليات أخرى في قطاع غزة وساحات مختلفة.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن “إسرائيل” تشن حاليًا حملة عسكرية واسعة على عدة جبهات، في محاولة لتعزيز أمنها الداخلي والتصدي لأي تهديدات قد تنشأ من مختلف الجهات.
التبعات الإقليمية والمخاوف من تصعيد أكبر
يبدو أن العملية العسكرية الحالية تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، حيث ترتفع المخاوف من احتمال اندلاع حرب إقليمية شاملة.
فإلى جانب التوترات القائمة بين “إسرائيل” وحزب الله، تزداد المخاوف من دخول لاعبين إقليميين آخرين على خط الصراع، خاصة إيران، التي تعد الداعم الأساسي لحزب الله.
كما أن التطورات على الجبهة اللبنانية تتزامن مع تصعيد عسكري في غزة، ما يزيد من الضغوط على “إسرائيل” لمواجهة تهديدات متعددة في نفس الوقت.
ورغم أن “إسرائيل” تهدف من خلال هذه العمليات إلى تحقيق استقرار أمني طويل الأمد على حدودها الشمالية، إلا أن التصعيد الحالي يهدد بإشعال مواجهات أكبر وأشد خطورة في المنطقة، خاصة إذا تدخلت قوى إقليمية أخرى تساهم في توسيع دائرة الصراع.